في الأيام الماضية من أيام الثورة الشعبية المصرية أطل على جمهور المتتبعين لهذه الثورة، ما يمكن تسميته " دعاة قناة الناس" ذات التوجه السلفي، التي أغلقت في 12 أكتوبر 2010، أطلوا هذه المرة ليس من قناتهم الممنوعة، بل من قناة النظام الفاسد المستبد، بمواقف تستدعي التوقف لتحليلها، باعتبار تأثيرهم الكبير في شريحة مهمة من الشباب العربي و تأكيدهم على أن مواقفهم تستند إلى فهم معين للقرآن و السنة، و من بين هؤلاء الدعاة الشيخ محمد حسان والشيخ محمود المصري، فلماذا هذا التوظيف ؟ الكلمة للعلماء الآن لا للسياسيين و لا الاستراتيجيين استضيف الشيخ محمد حسان في قناة المحور و تحدث طويلا حول ما له علاقة بالحدث، وسنورد أهم ما صرح به، و هو كالآتي: - يقول:" لا أريد أن زايد على أحد، لو وجدت هذه القنوات الدينية " يعني قناة الناس وقنوات أخرى" و رشدت، أو تركوا هذه القنوات و رشدوها"، يعبر الشيخ في هذا السياق، عن أهمية القنوات الدينية التي منعت، و التي لو كانت ترسل بثها، سيتحدث علماء القناة مع الشباب، الذين يقدرونهم تقديرا كبيرا، و يتأثرون بهم و يقتدون بمواقفهم، لأن هذا الشباب هو شباب الإنترنت، ما إن يسمع كلمة العلماء إلا و يبكي ..و يقول أيضا الشيخ:" أنا أقدر دور السياسيين و الاستراتيجيين و تحليلاتهم ، الآن جاء دور العلماء ليتحدثوا بما قال الله و الرسول صلى الله عليه وسلم ". - يقول الشيخ محمد حسان :"أناشد عقلاء هذه البلد، الله الله في هذا الدين و الأمة، و الله ليس لها من دون الله كاشفة؛ ينبغي أن نرجع إلى الله، ليس لها من كاشفة سوى التوبة، إياك أن تصدق أن ما يجري الآن بعيد عن الله، ما يقع في مصر هو بتقدير الملك" و أضافت المذيعة و" بتدبير"، ثم يتابع:" بذنوبنا يا أخت هناء، قد يقول قائل:من أين أتيت بهذا يا مولانا، هل بدأت تتدروش، كل هذا في القرآن:" وما أصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير "و يقول أيضا:" ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون "، روى ابن ماجة في سننه و الحاكم في المستدرك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" يا معشر المهاجرين، خصال خمس إن ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الأوجاع و الأسقام التي لم تكن في أسلافهم، و لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منع عنهم القطر من السماء و لولا البهائم لم يمطروا، و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أخذوا بالسنين، و شدة المؤنة و جور السلطان، ولم ينقضوا عهد الله و عهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذ بعض ما في أيديهم و ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل بأسهم بينهم" ويقول الرسول صلى الله عليه و سلم أيضا:" سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، و يكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، و ينطق فيها الرويبضة قيل و من الرويبضة: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة " بعد هذا العرض لأهم ما جاء عن الشيخ محمد حسان، نسجل الملاحظات الآتية: - التفكير الجزئي بدل التكامل المعرفي: يكرر الشيخ محمد حسان بكثرة، كلمة ما أقول إلا قول الله و الرسول صلى الله عليه وسلم، فانا لست سياسيا و لا استراتيجيا، و هذه الكلمة تبين بحق، منطق تفكير الرجل و نظرته للأشياء، لكن هذه الكلمة ، تتصادم مع الرؤية العامة للإسلام، فالإسلام يدعو إلى اعتماد الخبر اليقين، و إلى توظيف العقل السليم، للوصول إلى الحكم الصواب، أعني أن الإسلام لا يخاصم العقل و التحليل و تجارب العارفين في الميدان، فالفقيه لا يمكن له أن يحكم بحكم في موضوع متخصص إلا باستشارة أهل ذلك الميدان، و إلا ستكون فتواه غير مراعية لواقع الحال و خباياه، لأن الرؤية الإسلامية في مقاصدها الكبرى تنصت للواقع و تفاصيله، حتى تستطيع إصلاحه، و الارتقاء به إلى الأفضل، و يرجع هذا التصور إلى خاصية " التكاملية التفاعلية" بين كل المناهج التحليلية التي تنطلق من رؤية تحترم القيم العليا للإنسان، لكن الشيخ محمد حسان يظن بقوله ذاك أنه يحترم " أهل التخصص"، و الحقيقة أنه في مثل هذه السياقات لا نتحدث بلغة الاحترام و التقدير، إنما نتحدث بالمنطق العلمي الذي يوصلنا إلى النتائج الأكثر تفسيرية و خصوصا في ما له علاقة بالشأن السياسي، الذي يحتاج إلى العقل الاجتهادي أكثر من حاجته إلى العقل الإخباري النصوصي، هذا العقل الذي يهتدي حسب التصور الإسلامي بالمقاصد العامة للإسلام التي ترتكز على جلب المصالح و درء المفاسد، و تكون النتيجة حسب منطق تفكير الشيخ محمد حسان، تعزيز الانفصام بين علماء الشريعة و علماء الواقع المعاصر، و كل واحد يتحدث في دائرته دون أي تكامل أو توصل، للوصول إلى رؤى جامعة. أحاديث الفتن بدل علم المستقبليات: إن منطق التفكير الذي ينبني عليه تصور محمد حسان و الذي لا يستند إلى فكرة التكامل المعرفي، يعمل على إلغاء تخصصات علمية، أثبت الواقع أهميتها، و يبحث عن تعويض لتلك التخصصات في الأحاديث النبوية، و ما دام أن الشيخ هو رجل دعوة و علم، و لا يكلف نفسه عناء الاطلاع على هذه التخصصات العلمية الحديثة، و منها التخطيط الاستراتيجي و علم المستقبليات..، فإنه وجد أن " أحاديث الفتن" التي تتحدث عن المستقبل، وجد فيها ما يسد الثغرة التخطيطية، و عمل على الترويج لها بحكم أنها تصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، و هي أحاديث صحيحة لا ظعن فيها من جهة المتن أو السند، و الناس لا يمكن لهم الإدبار عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل سيصدقون ما جاء عن النبي عليه السلام و يعملون على تطبيقه في الواقع. بالتأمل العميق؛ الشيخ محمد حسان يوهم نفسه أنه قد ألغى " التخليل الاستراتيحي " و الحقيقة أنه بحث عن فضاء آخر وجده في أحاديث الفتن، ليحلل استراتيجيا و مستقبليا من خلالها، و هذا المنهج في التفكير، يؤدي بالمرء إلى الاعتقاد أن الحقيقة هي ما تصدر عنه، فيصبح لدينا في الفضاء الإسلامي، سلطة دينية توهم المتخصصين انها تحترمهم لكنها في الخفاء تسطو على تخصصاتهم. عليكم بالدعاء و اعتمدوا على أنفسكم استضافت قناة النيل الإخبارية المصرية الداعية محمود المصري، و تقدم بكلمة جاء فيها: - ما نزل بلاء إلا بذنب و ما رفع إلا بتوبة، نزلتم- يتحدث مع الشباب- لميدان التحرير، وقمتم بتظاهرات سلمية، و طالبتم بالتغيير، قلتم "عيزين و عيزين" و تمت الاستجابة، أنتم أخذتم بالأسباب، لكن احذروا؛ هذه الأسباب لا تضر و لا تنفع إلا بإذن مسبب الأسباب، يرد: المذيع الله.. ويتابع " قلوب الناس بين أصابع الرحمن، ربنا قادر، أن يحنن قلوب جميع المسؤولين، و التغيير يتم في لحظات.، وقادر أن بكون العكس ، إذا أردتم أن يتحقق التغيير، عليكم أن تطلبوا الله، أما وأنتم جالسون ليل و نهار تصرخوا في ميدان التحرير" الشعب يريد إسقاط النظام"، عليك أن تشغل لسانك قليلا بذكر الله، مثلا: يوم الجمعة فيه ساعة إجابة، اجلسوا و ادعوا، أو صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم. - عندي قناعة من يريد أن يشتغل سيشتغل حتى لو حكومتي لم تشغلني..فأنا اشتغلت في جميع الأعمال إلى أن فرغت نفسي لدعوة الناس إلى دين الله، فيا أيها الشباب: ارجعوا سالمين غانمين، إذا أصيب واحد منيكم فنحن نصاب بجرح، فالذي يرجع إلي بيته فكأنما أحيا الناس جميعا، والذي يبقى في ميدان التحرير، فكأنما قتل الناس جميعا، و إذا غيرت منكرا و ترتب عليه منكر أكبر فاتركه، نريد الحفاظ على بلدنا، أتوقع أن يعود الشباب إلى بيوتهم، في هذا الوقت نحتاج إلى العلماء و الدعاة، و لا يحتاج إلى السياسيين، أخيرا، الذي بحب الريس فليرجع، و الذي ضد الريس؛ ارجع و سيتحقق ما تريد. بعد الاستماع لتصريح الشيخ محمود المصري يمكن تسجيل الملاحظات الآتية: - التوبة الإيمانية بدل التوبة السياسية: إن لكل خطاب سياق معين، لا يمكن أن ينفصل عنه، فالخطاب تفاعل بين الفكر و الواقع، و هذا الأخير الذي تفاعل معه الشيخ محمود المصري، هو الثورة الشعبية السلمية للمصريين، التي تطالب بسقوط الرئيس حسني مبارك، الذي حكم مصر ثلاثين سنة، و عرف حكمه الكثير، من الإخفاقات حسب الكثير من المحللين للشأن المصري، فقام الشباب بثورتهم السلمية للمطالبة بالحرية و الكرامة، فنتج عن ذلك احتكاكات بين الشرطة و البلطجية المسخرة من جهات تابعة للنظام حسب المراقبين، أمام هذا الواقع يقول الشيخ محمود المصري، ما نزل بلاء إلا بذنب و ما رفع إلا بتوبة!، هذه الكلمة المقتضبة من الناحية النظرية قد نسلم بصحتها، لكن كيف يتم توظيفها في السياق المذكور سباقا، وهو سياق فساد نظام حكم سياسي تأخر الشعب في إسقاطه، فهل البلاء عند الشيخ محمود المصري، هو استبداد نظام مبارك أم تأخر المصري عن إزاحة هذا النظام، أم أن المقصود، هو ذنوب المواطنين التي يقترفونها في علاقتهم بربهم.. بالنظر إلى حديث الشيخ بالكلية، فهو يتحدث عن المواطن و لا يتحدث عن نظام سياسي مستبد، بمعنى أن البلاء المقصود هو ذنوب المواطنين في علاقتهم بربهم، أما الذنب الأعظم و الأكبر، ذنب الاستبداد و الظلم و الجبروت، فليس هذا معناه عند الشيخ، ولذلك لا يدعو إلى "التوبة السياسية"، بل يدعو إلى " التوبة الإيمانية"، و لا يدعو النظام إلى أن يرد للمستضعفين حقوقهم المادية والمعنوية التي سرقها منهم، و لا يدعو هذا النظام إلى أن يتوب توبة نصوحة و يتنازل عن حكمه المستبد، لبناء نظام سياسي على قيم العدل و الديمقراطية و الحرية و الكرامة، بل يدعو الشعب المصري للتوبة و الإقلاع عن الذنوب لأنها هي سبب البلاء، ويحملهم مسؤولية الوضع، كما يشير أيضا الشيخ محمد حسان في سياق استدلاله بآية:" ظهر الفساد في البر و البحر بما كشبت أيدي الناس "، و هذا الخطاب في إجماله لا يفيد سوى المستبد المتربع على كرسيه، فيديم تسلطه و جبروته، و لا يعمل هذا الخطاب على دعوة المستبد إلى إرجاع الحقوق إلى أهلها و التي هي عين التوبة الحقيقية و العاجلة التي لا ينبغي أن يتأخر عنها المستبد. - تضخيم الغيبيات بدل تثمين الأخذ بالأسباب: بعد ثلاثين سنة من تسلط النظام المصري، و عجز الشعب المصري عن الإطاحة بنظم مبارك بالطرق السلمية، و اكتفاء هذا الشعب بالدعاء على النظام و التشكي من تسلطه، يدعو الشيخ محمود المصري إلى مواصلة الدعاء و الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم!، و كأن الذي غفل عنه الشعب المصري هو الدعاء و الصلاة على النبي، ونحن نعلم أن الشعب المصري شعب متدين بامتياز، و ساحة 25 يناير الثورية، تظهر ذلك بجلاء، فالشيخ عليه أن يثمن نهوض الشعب المصري للأخذ بالأسباب، و العمل الميداني للإطاحة بنظام الفساد و الاستبداد، لكنه لم يشر لذلك مدعيا أن المصريين غفلوا عن الدعاء و الصلاة على النبي، ثم أن سياق الحدث يقتضي الانخراط التام في ما يريده شعب مصر مع توجيهه التوجيه السليم، الذي يحقق له هدفه و مطلبه، و ليس التوجيه الذي يؤدي به إلى الخضوع و الركون، و خطاب الشيخ يستبطن هذه المعاني سواء كان يدرك ذلك أم لا يدرك . ومعلوم أن تاريخ العقل المسلم في عصور الانحطاط، بالغ في تعلقه بالغيبيات و غفل عن الكد و الكدح في عالم الشهادة، فنتح عن ذلك فرقا شرعنة الاستبداد فكرة القدر الإلهي، و اعتبر الحاكم ظل الله في أرضه، فتشكلت عقائد دينية بعيدة عن رؤية الإسلام لعلاقة الله بالإنسان و علاقة الإنسان بالله، هذه العلاقة التي تتميز بمسافة معينة بين العبد و ربه، حتى لا يسقط العقل المسلم في الحلولية أو الإلحادية، بل هو بين طرفي العبودية و المسؤولية، فيبني عالم الشهادة بالأسباب التي يتخذها مستعينا بالله، و لا ينتظر تدخل الله سبحانه في عالم الشهادة عبر معجزات ليتحقق التغيير، و إلا لماذا كلف الإنسان؟!. -فقه الأفراد بدل فقه الجماعة: من خلال تتبع كلام محمد حسان و محمود المصري، هناك تركيز كير على مسؤولية الفرد/ المواطن المصري، إما بإلصاق الذنب له في علاقته بالله، أو إلصاق التقاعس و البطالة في علاقته بالحكم، بمعنى أن سيف المحاسبة مسلط على الفرد و عليه أن يتوب إيمانيا و أن يتوب اجتماعيا، و هذا المنطق في التفكير لا يدرك بنية الأوضاع، و كأنه يعتقد أن الشباب الذين خرجوا، مجرمون دينيا و بطالة اجتماعيا، إلا أن الحقيقة تؤكد أن هؤلاء الشباب هم من الطبقة المتوسطة، بل إن وائل غنيم يعيش عيشة الرفاه و الثراء في دبي من خلال عمله مع شركة كوكل العالمية، و هذا الشباب نظيف غير فاسد و علاقته مع الله لا يعلمه إلا هو، هذا الشباب لا يبحث عن عمل أو شغل ، غير أنه يرى شعبه شعبا مهانا مطحونا مقهورا، و من باب المسؤولية الجماعية، و حبه لبلده، فكر في الثورة على المستبد ليس لكي يستفيد هو، بل ليستفيد الشعب المصري من الحرية و الكرامة و المواطنة الكاملة، فهذا الشباب لا يريد السكوت على أكبر منكر و هو منكر القهر و الاستبداد و ظلم الناس و سلب أموالهم و حريته و سجنهم و تهجيرهم، و عقد الصفقات مع العدو الصهيوني لحمايته، و إطالة عمره في المنطقة، و خطاب الشيخ محمود المصري يريد أن يظهر أن الثورة المصرية ثورة خبزية، و الواقع يخالف ذلك، فهي ثورة كرامة و حرية و تاريخ و حضارة، لكن منطق التفكير الذي يصدر عنه الشيخ لا يسعفه للارتقاء لهذا المستوى، لأنه متخصص في قضايا الأفراد و لا يهمهم القضايا الكبرى، فصايا الجماعات و الأمة، التي تحتاج إلى التفكير الرصين المستوعب. ونعلم أن تاريخ العلماء في علاقتهم بالحكام، أن الحاكم منح للعالم فضاء المدرسة لتعليم الناس و إرشادهم و فضاء المسجد لتفقيههم في الدين، فكل مدار الفقيه في الدرس و الفقه؛ قضايا المكلفين، ولذلك كما يؤكد الكثير من الباحثين أن الفقه الإسلامي فقه أحكام منحصر في الأفراد المكلفين، وهذه إرادة الحاكم السياسية؛ لأنه عزل العالم عن فضاء الجماعة وما يؤثر في سياستها، فتجد في مدونات الفقهاء الكثير من الحديث عن العبادات و المعاملات لكن من الناذر أن تجد العالم يحلل قضية اجتماعية كبرى ترتبط بالجماعة الإسلامية، الشيء الذي أوصل الأمة الإسلامية إلى انتكاسة حضارية غاب فيها العالم المصلح المجتهد. وختاما؛ إن هذا الخطاب الذي يتجلبب بجلباب السلف، سماته الكبرى في إطار تعاطيه مع الثورة الشعبية السلمية، هي؛ التفكير الجزئي، و رسم المستقبل بأحاديث الفتن، و الدعوة إلى التوبة الإيمانية، و تضخيم الغيبيات، و الاهتمام بفقه الأفراد، و لهذا وظفت قنوات النظام الفاسد خطاب قناة الناس الممنوعة في هذه الظرفية الحساسة، لزرع ثقافة " الانعزال في الأرض..و السفر إلى السماء"، لكن قبل هذا الحدث كانت القناة توصف من أجهزة نظام مبارك بأنها قناة ظلامية و رجعية! Fr.foshaton@hotmail http://www.bougarne.blogspot.com