اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بجملة مواضيع في مقدمتها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك، والأزمة السورية وتداعياتها خاصة معضلة اللاجئين المتدفقين على الدول الأوروبية، وموضوع الإرهاب، والأزمة السياسية في لبنان، ومواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأخبار)، في مقال لها، عن حادث منى المأساوي وموقف إيران منه، وقالت إن "لدينا قناعة أن طهران لا تأبه لسلامة موسم الحج بقدر ما هي محاولة لتصفية حسابات سياسية" مع السعودية. وقالت إن "إيران استغلت الحادثة المأسوية في منى، وهذا معيب في حق دولة تدعي الإسلام، أن تستغل فاجعة موت مئات الحجيج لأهداف سياسية"، مشيرة إلى أن "الجميع يفهم أن إيران تريد استغلال الحادث كورقة ضغط سياسي وإن كان هذا الوضع ليس مكانا للعب السياسة". أما صحيفة (الجمهورية) فتحدثت، في افتتاحيتها، عن مشاركة الرئيس المصري في اجتماعات الجمعية العامة، وعن مبادرة "الأمل والعمل من أجل غاية جديدة" التي طرحها في كلمته والتي تستهدف الشباب وتعبر عن الأمل في تغيير المستقبل إلى الأفضل. وقالت إن "الأمل في المستقبل الزاهر والعمل الصادق لتحقيقه هو السلاح الحاسم في الحرب ضد الإرهاب الذي يستغل حالة اليأس والإحباط الناجمة عن التخلف في الخدمات وتدني مستوى المعيشة والبطالة خاصة بين الشباب". وفي البحرين، أبرزت صحيفة (الوطن) خبر إلقاء القبض على مطلوبين في عملية التفجير الإرهابي التي وقعت مؤخرا بمنطقة سترة جنوبالمنامة، مشيرة إلى أن هؤلاء الإرهابيين لم يستطيعوا الهرب عبر البحر كما فعل بعض المطلوبين سابقا، وهو ما يظهر أن "هناك أمورا تم تصحيحها في موضوع الرقابة البحرية". وقالت الصحيفة إن "أكثر ما أفرحنا كمواطنين في موضوع القبض على الإرهابيين الهاربين هو أن هناك ما يشبه الاستفاقة في العمل الاستباقي"، معربة عن الأمل في أن "تصل أيادي القانون والعدالة إلى كل الإرهابيين وكل المحرضين وكل الممولين، كلها دوائر متصلة ومتشابكة، فلا يوجد إرهابي من غير ممول ومحرض". ومن جانبها، شددت صحيفة (الأيام) على ضرورة "النظر بإلحاح وعلى وجه السرعة" في موضوع "العمالة الوافدة الزائدة والفائضة عن الحاجة" المقيمة في دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرة أن القضية على قدر كبير من الأهمية في ظل التأثر الواضح للأوضاع المالية بدول المجلس جراء التراجع الحاد في أسعار البترول. وقالت الصحيفة إن هناك ملايين من العمال الأجانب في البلدان الخليجية "لا حاجة فعلية إليهم لأنهم زائدون عن حاجة أسواق العمل، ويعيشون عالة على الآخرين في أكلهم ومشربهم وسكنهم"، مضيفة أن هؤلاء "يضطرون لممارسة مهن معينة وعلى صورة تهدد (أهل الديرة) في أرزاقهم وأعمالهم". وفي قطر، واصلت الصحف اهتمامها بمضامين الخطاب الذي ألقاه أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، أول أمس خلال الجلسة الافتتاحية العامة للدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، أن الخطاب حفل "بأفكار ومقترحات واضحة ومعبرة عن حقائق وجوهر الأمور، لمعالجة الصراعات القائمة في المنطقة، سواء تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، أو بالأزمة في سوريا، أو بالوضع في اليمن والعراق، أو بالعلاقات مع إيران"، مضيفة أن الخطاب حمل "دعوة صادقة" من الشيخ تميم لاستضافة حوار بين دول مجلس التعاون الخليجي وطهران لحل الخلافات السياسية الإقليمية العربية الإيرانية، وتنظيم قواعد العلاقة بين إيران ودول الخليج على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية. أما صحيفة ( الراية)، فاهتمت بالشأن السوري، وأكدت في افتتاحيتها أن الجهود الدولية لمحاربة "داعش" في سورية والدعوات المطالبة بتشكيل تحالف دولي موسع للقضاء على إرهاب التنظيم "يجب ألا تتغافل عن السبب الرئيسي لظهور الإرهاب في سوريا وهو النظام الإجرامي القابع في دمشق الذي مارس الإرهاب وغداه بقتل شعبه" . وفي الأردن، قالت جريدة (الغد)، في مقال بعنوان "الأثر بعيد المدى للاجئين السوريين" بقلم مروان المعشر(وزير سابق)، إن الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين في الأردن تستنزف الموارد المائية، وتنهك البنية التحتية في المملكة، وأن استمرار تركيز الجهود على الإغاثة، دون التنمية، قد يؤدي إلى نتائج وخيمة على الأردن، أمنيا واقتصاديا. وأضافت أن عدم السماح للسوريين بالعمل رسميا "يؤدي إلى الشعور بالحرمان، ويغذي التطرف داخل مجتمعات تعيش بيننا، لن يعود أفرادها إلى سورية في وقت قريب"، موضحة أن تركيز الجهود نحو التنمية، سيساعد في استغلال الطاقات السورية داخل المجتمع الأردني، بما يعود بالنفع على الاقتصاد الأردني. وفي مقال بعنوان "نصر الله ومساعي مداراة الفضيحة"، كتبت (الدستور) أن "اللقاء بين روسيا وبنيامين نتنياهو وإيران، وبالضرورة أتباعها، على بقاء بشار الأسد ليس من النوع الذي يسهل تغطيته بفذلكة الكلام، فقد سقط تماما شعار المقاومة والممانعة، وبرزت دولة المذهب، وبرز حزب الله كأداة للنفوذ الإيراني لا أكثر ولا أقل". ورأت الصحيفة أنه "لم تعد لنصر الله أية مصداقية في أوساط غالبية الأمة، وهو كلما ظهر تزداد كراهيته بين أبنائها"، لكنه يظهر تباعا لأن لديه جمهورا بحاجة لأن يقنعه "بأنه يستحق الثمن الباهظ الذي يدفع من أرواح أبناء الطائفة في لبنان". ومن جهتها، اعتبرت جريدة (الرأي)، في مقال بعنوان "سوريا بين مرحلتين"، أن الموقف الدولي بشأن سوريا أصبح مختلفا، ذلك أن غمر أوروبا باللاجئين السوريين، ودخول روسيا على الخط بقوة، يدفع القوى الدولية "للبحث الجاد عن حل سياسي" عبر تليين مواقفها المتصلبة وتقديم تنازلات مهمة. وخلص كاتب المقال إلى أن الحل "أصبح بيد روسيا"، بحيث "لا يبقى لأمريكا من دور في الحل سوى الضغط على حلفائها لوقف الدعم بالمال والسلاح والمحطات الفضائية الذي تقدمه لقوى الإرهاب التي تتنكر بأزياء إسلامية وشعارات سنية". وفي لبنان، اهتمت الصحف بالحراك المدني، الذي نظم أمس تظاهرة أمام وزارة الطاقة، إذ قالت (المستقبل) أن هذا الحراك الذي "طوق وزارة الطاقة والمياه أضاء على الفساد الحاصل فيها ". وفي ذات السياق، أشارت الصحيفة، في افتتاحيتها، إلى أن لبنان كان سنة 1975 "يبيع الكهرباء الى سورية. وفي سن 1998 عاد إلى وتيرة الأربع والعشرين ساعة من التغذية. ثم تراجع في عام 2005 إلى حدود الÜ18 ساعة، ووصل اليوم إلى 3 ساعات في بعض المناطق ونحو 8 ساعات في بيروت الكبرى.. والاتجاه الانحداري سيوصل قريبا إلى الظلمة التامة". أما صحيفة (السفير) فاهتمت بالحوار الوطني فأبرزت أن "عاصفة مفاجئة هبت" عليه أمس "تحت وطأة الاشتباك الكهربائي Ü ذي البطانة السياسية، مع المواقف الحادة لميشال عون الذي هدد بالانسحاب من الحوار".