كشف محمد نبيل بنعبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، عن جزء من تفاصيل اللقاء الطارئ الذي عقده رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، مع الأمناء العامين للأحزاب المغربية، من أجل الاتفاق على أشكال الرد على موقف السويد الذي يتجه للاعتراف بجبهة البولبساريو الانفصالية. وأورد بنعبد الله، في حديث مع هسبريس، أن الاجتماع، الذي انعقد صباح اليوم بمقر رئاسة الحكومة، ضم الأمناء العامين لأحزاب الأغلبية وخمسة من المعارضة، مشيرا إلى أنه، بالإضافة للمعارضة البرلمانية، حضر حزب اليسار الاشتراكي الموحد، ممثلا في أمينته العامة، نبيلة منيب. وفي الوقت الذي اختار فيه رئيس الحكومة ووزيره في الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، الاختفاء عن الأنظار دون تقديم معطيات عن اللقاء، قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إن حزبه "تلقى باندهاش كبير، وبامتعاض عميق، ما تعتزم السلطات السويدية الإقدام عليه بالاعتراف بالجمهورية المزعومة"، معلنا رفضه "سعيها إلى اعتماد قانون يسير في هذا الاتجاه". بنعبد الله أضاف في هذا السياق أن "حزب التقدم والاشتراكية يعتبر هذه الخطوة مسا خطيرا بسيادة المغرب، وخرقا سافرا لوحدته ولحوزته الترابية"، مسجلا أن "استمرار الأوساط السياسية السويدية، الحكومية منها والبرلمانية، في هذه الخطوة العدوانية سيعرض العلاقات الثنائية بين مملكة السويد والمملكة المغربية لعواقب وخيمة". وكشف في هذا الاتجاه أن "المغرب سيعرف كيف يواجه هذه المبادرة المرفوضة بتضافر جهود كل قواه الحية والتفافها وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس"، مشددا على استعداد المملكة لاستعمال كل الأشكال المشروعة، الدبلوماسية منها والسياسية، وحتى الاقتصادية المرتبطة بمصالح السويد بالمغرب. وجوابا على سؤال للجريدة حول ما إذا إلغاء الاستثمارات السويدية بالمغرب، وفي مقدمتها مشروع "إيكيا" الذي يعتبر واحدا من أكبر المشاريع الاستثمارية للمجموعة السويدية في شمال إفريقيا، ستكون معنية بذلك، أجاب بنعبد الله أن "إيكيا جزء من الكل، لكن هناك مصالح سويدية أخرى سيتعين إيقافها بالنظر لما تشكل من خطوة محتملة". بنعبد الله أوضح، في حديثه لهسبريس، أن حزب التقدم والاشتراكية مستعد للمساهمة في كل المبادرات، سواء كانت للأحزاب السياسية أو للحكومة، وبذل كل المجهودات لدى كل الأوساط التقدمية والديمقراطية، بالسويد وبأوروبا وبمختلف أنحاء العالم، من أجل المساهمة في الدفاع عن حوزة الوطن والتصدي لهذه المبادرة التي وصفها بالحمقاء.