شهد سوق المواشي بثلاثاء الأولاد، القصيّ على مدينة خريبكة ب24 كيلومترا في اتجاه برشيد، رواجا تجاريا كبيرا نتيجة إقبال الراغبين في شراء أضحية العيد، بشكل وُصف من طرف أبناء المنطقة بالاستثنائي وغير المعتاد، غير أن ذلك لم يؤثّر في أثمنة المواشي التي ظلت في المتناول بسبب وفرتها وتوازنها مع حجم الطلب. وإلى جانب سكّان المناطق المجاورة، توافدَ على سوق المواشي، حسب تصريحاتٍ استقتها هسبريس صباح الثلاثاء من عين المكان، أناسٌ قادمون من خريبكة وسطات وبرشيد والدار البيضاء والرباط، حيث امتلأت جنبات السوق بسياراتهم، فيما تسبّبت الشاحنات والعربات المدفوعة والمجرورة في عرقلة الطريق الوطنية رقم 11، قبل أن تتدخل عناصر الدرك الملكي لتنظيم وتسهيل حركة المرور. وقد تمكّن الراغبون في شراء الأضاحي من تحقيق مرادهم بما يتناسب وحاجياتهم وأوضاعهم المالية، فيما أجمعَ ،مَن استقت هسبريس آراءهم، على أن أثمنة الأغنام في المتناول، وأن العرض سار في نفس مستوى الطلب. وعرفت مختلف أبواب سوق المواشي حركية كبيرة لأصحاب العربات المدفوعة والمجرورة، حيث ساهم الرواج التجاري في إنعاش أنشطتهم الموسمية، إذ ساهم انخفاض الأثمنة في تشجيع الأسر على شراء الأضاحي، واللجوء إلى خدمات العربات من أجل إيصال مشترياتهم إلى المنازل أو السيارات المركونة بمحاذاة الطريق الوطنية. ومن بين مظاهر الانخفاض في الأثمنة، لفتَ عددٌ من بائعي الأغنام إلى أن تراجعًا واضحًا طال أسعار المواشي مقارنة مع ما كان عليه الحال يوم الأحد بالسوق الأسبوعي لمدينة خريبكة، حيث أن الأكباش التي رفضوا بيعها على سبيل المثال بثلاثة آلافٍ وثلاث مئة درهم قبل يومين، اضطروا إلى بيعها صباح الثلاثاء بحوالي ثلاثة آلاف درهم. وأبدى أغلب المشترين ارتياحا كبيرا بخصوص أثمنة وجودة المواشي المتوفّرة، مشيرين إلى أنه خلافا لأغلب الأسواق، يتميّز ثلاثاء الأولاد بقلّة عدد "الشنّاقة"، ما يسمح لقاصدي ذات المرفق باقتناء الأضاحي مباشرة من أيدي "الكسّابة"، وهو ما يوفّر للمشتري هامشا من المال في غياب "لاهبي الأسعار".