عقد معلقون وقراء مقارنة بين الوزير الأسبق في حكومة التناوب، والزعيم الاشتراكي، عبد الرحمان اليوسفي، وبين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بعد أن ظهرا معا في لقاءات ومآدب نظمها الملك محمد السادس على شرف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، خلال زيارته الأخيرة للمملكة. وفيما حضر اليوسفي بقوة في احتفاء الملك بضيفه الكبير، حيث شوهد في مأدبة عشاء يوم السبت الماضي، وهو يقف بكل أنفة أمام العاهل المغربي والرئيس الفرنسي، يتجاذب أطراف الحديث معهما، قبل أن يُشاهَد ثانية في مأدبة غداء حضرها إلى جانب "نجوم" السياسة والفن والثقافة. الحضور القوي لليوسفي في لقاءات الملك بالرئيس الفرنسي، قابله شبه "غياب" لرئيس الحكومة الحالية في ذات المشاهد، باعتبار أنه كان بعيدا بخطوات عن مكان وقوف اليوسفي بجانب الملك وهولاند، كما أنه تغيب بالمرة عن طاولة الغداء الملكية التي أقيمت على شرف حاكم الإليزيه. وأجمع معلقون إزاء "عودة اليوسفي إلى الواجهة"، وغياب بنكيران عن ترك بصمة له داخل ذات المشهد، على الإشادة بالوزير الأول في حكومة التناوب التوافقي، ووصفه برجل الدولة الرصين، فيما نعت البعض بنكيران بالتلميذ، وشبهه آخرون باليوسفي، وتجربة حكومته بحكومة التناوب المجهضة". وقال معلق إن اليوسفي رجل سياسي كبير لا يشبه "بلطجية" بعض الأحزاب، الذين يرون أنفسهم قادة وزعماء، بينما هم ليسوا سوى مناديل ورقية لا قيم لها، ووصفه آخر بكونه رجل محترم ونزيه، وقليل الكلام، وكثير الفعل، وليس مثل بنكيران أو شباط أو لشكر، الذين يكثرون الكلام ويقلون من العمل" وفق تعبيره. وقال معلق وسم نفسه بلقب "مسؤول سابق" إن اليوسفي يعتبر أحد أعمدة الدولة، ولا زالت تعتمد عليه الملكية، بخلاف بيدق الواجهة"، كما وصفه معلق آخر يدعى طارق بأنه "أشرف وأنزه شخص في تاريخ الاتحاد الاشتراكي"، وأورد ثالث بأن اليوسفي هو "آخر الاشتراكيين المحترمين بالمغرب". معلق يدعى جبيلو قال إن حضور اليوسفي رسالة حرص الملك على إيصالها للعالم، ومفادها أن علاقات المغرب مع شركائه الأوربيين ثابتة ولا تتغير، سواء حكم البلادَ إسلاميون أو اشتراكيون، علاوة على أن الرجل خبير بشخصيات الأحزاب الاشتراكية بالعالم، ويجيد خطابهم". المهدي قال بدوره إن اليوسفي لا يزال قادرا على الاضطلاع بأدوار في الظل تخدم المصالح العليا للبلد"، مردفا أن "هذا الرجل ينتمي لجيل يزن أفعاله وأقواله، فهو لا يحب الثرثرة والإسهال الشفوي الذي لطخنا به بعض زعماء آخر زمان، ممن تم رميهم في مزبلة التاريخ". وأورد نضال "ما يهمني ليس حضور اليوسفي من عدمه، رغم احترامي للرجل، بل سر غياب رئيس الحكومة عن طاولة الغداء"، بينما أورد قارئ لقب نفسه ب"ملاحظ" أن "اليوسفي رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبنكيران يبدو أمامه مثل تلميذ مبتدئ في مدرسة السياسة".