كان للصور التي ظهر فيها الملك محمد السادس وهو يعود عبد الرحمن اليوسفي، الزعيم السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي، في مستشفى "خليفة" بالدار البيضاء، وأيضا عندما انحنى ليلثم رأس "شيخ الاشتراكيين"، أثر كبير وسط معلقين وقراء جريدة هسبريس، رؤوا في الملك قائدا شهما، واليوسفي "آخر الزعماء المحترمين". وأثنى معلقون كُثُر على التفاتة الجالس على عرش المملكة حيال الوضع الصحي لقائد حكومة التناوب في المرحلة الممتدة بين سنتي 1998 و2002، والذي تعرض لوعكة صحية تتمثل في التهاب رئوي حاد؛ وهو ما دفع الملك إلى الإسراع بإدخاله إلى المستشفى، معتبرين تصرف الملك نبلا يستحقه "الزعيم". وقال أحد قراء هسبريس يدعى عبد الحق إن "اليوسفي من الرجال القلائل الذين تحملوا ثمنا باهظا للمساهمة في استقرار الحكم بالمغرب"، فيما أورد داود الزاكوري بأن اليوسفي رجل وطني قلّ أمثاله في هذا الزمان الملوث، حيث مارس السياسة بوطنية عالية، وآثر المصلحة العامة على مصالحه الخاصة. وتابع المعلق ذاته بأن "اليوسفي اعتزل المشهد لما أحس بأن شروط اللعبة السياسية لم تعد حاضرة"، مضيفا بأن الزعيم "لم يتفوه يوما بكلمة عداء للوطن ومقدساته"، بينما ذهب قارئ آخر إلى أن اليوسفي "أنقذ البلاد من السكتة القلبية، وحقق نصرا كبيرا في حلحلة ملف الصحراء المغربية". وعادت ذاكرة معلقين إلى الفترة التي قاد فيها اليوسفي دفة الحكومة في آخر أيام حكم الملك الراحل الحسن الثاني، وفي بدايات حكم الملك محمد السادس، وقال أحدهم في هذا الصدد إن اليوسفي أنقذ رجال التعليم من التسول، وفاوض الحسن الثاني من أجل تحسين أوضاع الموظفين". وأكمل معلقون بأن اليوسفي، الذي سبق له أن حكم بالإعدام بداية السبعينيات من القرن الماضي، "كان رجلا وطنيا غيورا، ومنح الكثير للوطن عندما كان المغرب معرضا للإفلاس"، بينما واصل قارئ آخر بأن "الرجل لم يتشبث بكرسي السلطة كما سياسيون يلتصقون بالكراسي حتى الموت". ووصف قراء الجريدة الزعيم الاشتراكي بأنه أحد آخر رجال الدولة المحترمين، حيث أبان عن ترفعه على المصالح الحزبية الضيقة، وقدم خدمات جليلة للوطن، ولم يضعف ولم يشتك، بينما نعتوا مبادرة الملك لعيادته بأنها تنم عن إنسانية وعرفان يخففان عن المناضل الفذ معاناة المرض". وذهب معلقون إلى أن زيارة العاهل المغربي لليوسفي في مرضه، وقبل ذلك تسمية شارع كبير في مدينة طنجة باسمه تكريما له، تعتبر "التفافة كريمة من ملك شهم بمبادراته الإنسانية تجاه مجاهد ومناضل نبيل معروف بخصاله الوطنية الصادقة"، ليؤكد آخرون بأن "البلاد كلها مدينة لليوسفي باستقرارها" وفق تعبيرهم.