أطرى الوزير المكلف بالميزانية، إدريس الأزمي، على تجربة الحكومة الحالية، مشددا على أنها جاءت في ظرفية خاصة وقامت بعدد من الإصلاحات. جاء ذلك خلال ندوة لمعهد كارنيجي للشرق الأوسط، نظمت مساء اليوم الاثنين بالرباط، حيث قال إن الحكومة عملت وفق "معادلة الإصلاح في ظل الاستقرار"، وهذا ما دفعها للقيام بعدد من الإصلاحات الاقتصادية، التي واكبتها برامج من أجل خدمة الفئات الهشة. وأكد الأزمي أن الملك محمد السادس تفاعل بشكل "استثنائي وشجاع" مع الأصوات المطالبة بالإصلاح خلال 2011، وذلك بإطلاقه لعدد من الإصلاحات كالدستور الجديد، الذي جاءت بعده حكومة عبد الإله بنكيران. الوزير المكلف بالميزانية يرى أن الحكومة جاءت بعدد من الإصلاحات، أبرزها إصلاح صندوق المقاصة، من منطق تحصين المكتسبات والتصدي للاختلالات التي يعاني منها المغرب، حيث وجدت نفسها أمام ثلاث أولويات، على حد تعبير الأزمي. هذه الأولويات، بحسب المتحدث، تتعلق بما هو اجتماعي وسياسي واقتصادي، مفصلا ذلك بأن الحكومة اشتغلت على عد من الإصلاحات من أجل إعادة التوازن للمالية العامة للدولة، التي كانت تعاني عجزا سنة 2011 وصل إلى 7 في المائة، مشددا على أن هذه "الإصلاحات مهمة ولها آثار هيكلية تتعدى المدى القصير". الأزمي أكد أن أهم المبادرات التي قامت بها الحكومة الحالية، هي تلك التي تروم دعم الفئات الهشة، من خلال توجيه الدعم لعدد من هذه الفئات التي "لا تتوفر على آليات للضغط ولا تجد من يسمع لها"، مضيفا أن هذه الفئات تعتبر من أولويات الحكومة. وبخصوص مسألة الدعم، أوضح الوزير المكلف بالميزانية، أن نظام الدعم لم يفي بمطالب الفئات الهشة، فيما كانت فئات أخرى تستفيد من امتيازاته، وهذا "ما جعل الحكومة تأخذ على عاتقها إصلاح هذا النظام واستعادة الدعم"، وذلك عبر اعتماد مبدأ التدرج والمواكبة وتوجيه الدعم للفئات الهشة. المتحدث ذاته عاب على الحكومات السابقة عدم جرأتها على اتخاذ بعض القرارات التي قامت بها الحكومة الحالية، والتي أعطت على حد تعبيره "نتائج حقيقية"، بعد أن استطاعت خفض نسبة العجز في الميزانية من 7.3 في المائة خلال 2011، إلى 3 في المائة، كما هو متوقع خلال العام القادم". وخلص إدريس الأزمي إلى أن الإصلاحات التي قامت بها الحكومة كانت لها نتائج مهمة، من قبيل "الثقة التي تُلمس اليوم في الشارع المغربي في الشأن السياسي والإصلاحات، كما أن الحكومة كانت وفية لعدد من الأمور، والمجتمع أحس بنتائج هذه الإصلاحات"، مستدلا على ذلك بنتائج الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة.