على غير عادتها كل عام، بدت أسواق الأضاحي المنتشرة في مدن الضفة الغربية، شبه خالية من المواطنين الراغبين بالذبح خلال موسم عيد الأضحى، لأسباب اتفق بائعون ومستهلكون معاً، أنها مرتبطة بارتفاع سعر الأضحية الواحدة. وارتفع سعر الأضحية في السوق المحلية، بنسبة 39٪، مقارنة مع أسعار الموسم الماضي، لأسباب تعود إلى نقص حاد في المعروض من الأضاحي، وارتفاع تكاليف المياه والأعلاف، التي يتحملها مربي الماشية دون دعم حكومي. ويبلغ متوسط سعر الأضحية، من المواشي البلدية غير المستوردة، قرابة 2500 شيكل (640 دولار أمريكي) في الوقت الحالي، بارتفاع بلغت قيمته قرابة 1000 شيكل (280 دولار أمريكي)، عن سعرها خلال عيد الأضحى الماضي. وقال وزير الزراعة في حكومة التوافق الوطني الفلسطينية، سلطان سفيان، إن النقص الحاد في المواشي، دفع الوزارة لفتح باب الاستيراد المباشر من الخارج، للمرة الأولى منذ سنوات، لتغطية حاجة السوق المحلية. وأضاف سفيان خلال اتصال هاتفي مع الأناضول، أن نحو 3000 رأس من الماشية قادمة من صربيا، تم استيرادها، "توفر نصفها في السوق المحلية، وسيتم توفير النصف الآخر قبل عيد الأضحى، في محاولة لخفض أسعار اللحوم والأضاحي". وتوقع الوزير أن يبلغ عدد الأضاحي خلال عيد الأضحى الذي يحل الخميس المقبل، بنحو 100 ألف أضحية في كل من الضفة الغربية، وقطاع غزة، بانخفاض عن الموسم الماضي، ب 40 ألف أضحية. وعزا ارتفاع أسعار الأضاحي واللحوم خلال الفترة القريبة الماضية، إلى الارتفاع المضطرد في تكاليف تربية المواشي، وخاصة فيما يتعلق بالأعلاف، ونقص المراعي، وتراجع عدد مربي الماشية. وفي مسلخ محافظة رام الله والبيرة، وسط الضفة، حيث تتواجد المواشي التي تم استيرادها خلال الأيام الماضية من صربياً، يغادر المواطنون الراغبون بشراء أضحية، دون الاتفاق على سعرها، بحجة أن الأسعار ما تزال مرتفعة رغم أن هدف الاستيراد هو خفض السعر. يقول مسؤول في دائرة المبيعات بالمسلخ، ويدعى محمد العموري، إن هناك تراجعاً في شراء الأضاحي للعام الجاري، بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي مقارنة بالسنوات الماضية. وأضاف خلال حديث مع الأناضول أنه "تم الاستيراد لخفض الأسعار، لكن عملية الاستيراد الأخيرة بعدد 3000 رأس ماشية، تمت عبر الجو، ما زاد من تكلفة الرأس الواحد، لذا لم نلحظ انخفاضاً كبيراً في أسعارها". ويبلغ سعر رأس الماشية المستورد، في السوق الفلسطينية، قرابة 2000 شيكل (510 دولار)، وهو مبلغ يرى فيه مواطنون حضروا للشراء والتقاهم مراسل الأناضول، أنه ما يزال فوق طاقتهم، وأن المبلغ المنطقي هو 1500 شيكل (384 دولار). بدوره، قال رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني، صلاح هنية، إن انخفاض أسعار الأضاحي خلال الموسم الحالي، لن يكون ضمن تطلعات المستهلكين، بسبب عدم القدرة على توفير الكميات الكافية لإشباع السوق المحلية، قبل عيد الأضحى. وأشار في حديث مع الأناضول إلى أن المواشي التي تم استيرادها "لن تخفض من أسعار المواشي إلى ما كانت عليه قبل شهور، لأن تكلفة استيرادها جواً كانت مرتفعة". إلا أن مسؤول المبيعات في مسلخ محافظة رام الله والبيرة، لفت إلى أن الأسعار ستنخفض بعد عيد الأضحى، بقوله: "سيتم استيراد 5000 رأس ماشية، ما يعني أن أسعار اللحوم ستنخفض، لكن يكون الأوان قد فات لمن يريد أن يضحي". * وكالة أنباء الأناضول