لجأ تركيان إلى سرقة خروف للأضحية به عوضا عن شرائه من سوق بيع الماشية والغنم نظرا للارتفاع الكبير في سعره، وذلك قبل ساعات قليلة من حلول عيد الأضحى المبارك وأداء المسلمين في مختلف أنحاء العالم الأضحية. وأجبرت الشرطة التركية، اللصين على تمثيل المشهد، فيما اعتبر حادثا غريبا قد يبدو من فيلم للمطاردات لكنه مشهد حقيقي. وفي غزة كان إقبال الناس هذا العام خفيف على شراء الأضاحي، ويؤكد أبو الأمين بربخ (53 عاما) وهو من سكان خان يونس في جنوب قطاع غزة بلهجة محبطة أن سوق بيع الخراف " أقل من المقبول" هذا العام ، مؤكدا أنه لم يبع سوى 10 خراف يومي الخميس والجمعة الماضي، وهو عدد ضئيل نسبيا إذا ما قورن بحركة البيع الطبيعية قبيل العيد في كل عام . وأرجع تجار المواشي قلة بيع الخراف والأبقار إلى ارتفاع أسعارها. ويقول بربخ إن متوسط سعر الخروف مثلا 1600 شيكل (440 دولارا)، بينما متوسط سعر البقر يصل إلى 12 ألف شيكل ، وهو سعر مرتفع عن الأعوام السابقة ويفوق القدرة الشرائية لسكان غزة. وتستعد العديد من الجمعيات الخيرية المحلية خصوصا الإسلامية لتوزيع لحوم الأضاحي على عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة والمعدمة في حارات ومخيمات القطاع. وفي المغرب مثَّل شراء الأضحية أو ما يعرف ب " كبش " العيد هاجسا بين أوساط فئات عريضة من المجتمع المغربي لارتفاع أسعار المواشي والأغنام، يضطر معها بعض المواطنين إلى الاقتراض أو بيع أثاث المنزل لتوفير ثمنها. وبقدر ما تلمس فرحة العيد لدى المغاربة بقدر ما تستشعر وجود جرعة من القلق، بالنظر إلى أسعار الأضاحي التي تعرف ارتفاعا منذ سنوات، رغم تطمينات الحكومة المغربية، كالعادة، بتوفير أضحية العيد. ولا يتردد عدد من الموظفين البسطاء في طرق أبواب شركات الاقتراض بقصد الحصول على ثمن الأضحية، وهو السعر الذي يضطرون إلى تسديده طيلة أشهر السنة، وعندما يحل العيد المقبل، يجدون أنفسهم أمام تأدية آخر قسط، ويبادرون بفعل الشيء نفسه، وهكذا دواليك. ويرفض آخرون فكرة الاقتراض، ويضطرون إلى بيع أثاث منازلهم، ويأتي في المقدمة أجهزة التلفاز والزرابي والأرائك وغيرها من الأثاث التي يكثر استعمالها. من جهة أخرى، أفادت تقديرات شبه رسمية بأن التونسيين نحروا أمس نحو مليون رأس غنم، وذلك بمناسبة عيد الأضحى. ووفرت السلطات التونسية هذا العام حوالي مليون و200 ألف أضحية لتلبية حاجيات العائلات التونسية، وذلك بزيادة تقدر بنحو 13% عن العام الماضي من دون أن تلجأ إلى الاستيراد. وتحرص مختلف الفئات الاجتماعية في تونس على الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، حيث أظهرت بيانات إحصائية حديثة للمعهد التونسي للاستهلاك أن 85% من العائلات التونسية متمسكة بالاحتفال بعيد الأضحى من خلال ذبح أضحية عادة ما تكون رأس غنم. من المواد التي تزدهر قبيل أيام عيد الأضحى تجارة " الفحم " التي انتشرت بين الباعة المتجولين في أسواق العاصمة الجزائرية، وذلك رغم أن أغلبية سكان الجزائر يمتلكون الأفران الغازية والكهربائية السريعة الطهي إلا أنهم يلجأون إلى طهي لحم الأضاحي على الفحم في عادة تقليدية توارثوها أبا عن جد. وقال أحد التجار إنه لا يحلو شواء لحم الأضحية أو ما يعرف عند الكثير من الجزائريين ب "الملفوف" إلا على نيران هادئة مصدرها الفحم وفوق آلة الشواء.