قال الناشط الصحراوي الشاب، سيدي أحمد لعروسي بومهدي، لجريدة هسبريس إن جبهة البوليساريو لفقت له أخيرا تهمة "التخابر مع العدو"، في إشارة إلى المغرب، بعد ظهوره في صور ومقاطع فيديو كانت هسبريس سباقة إلى نشرها، لتتلقفها بعد ذلك إحدى القنوات المغربية، وهو يندد بالظروف التي يعيشها المعتقلون في سجن الذهيبية بالرابوني. وكان لعروسي، وهو من مواليد ماي 1987 بمدينة الداخلة، قد قضى فترة في "غوانتانامو" البوليساريو، وصرح للجريدة بأنه تعرض فيه لشتى أصناف التعذيب والمعاملة الحاطة بكرامة الإنسان، بسبب مطالبه بالتغيير، ومحاربة الفساد والقمع داخل مخيمات تندوف، ومعارضته نهب المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين. قصة لعروسي، الذي استطاع بطريقة أو بأخرى تسريب صور وتسجيلات لشهادات سجناء توثق لمظاهر التعذيب التي تعرضوا لها من طرف زبانية البوليسارية من داخل "الذهيبية"، لا تخلو من توابل الإثارة، فقد تمت محاولة اغتياله وفق روايته من طرف أشخاص كانوا يقودون سيارة رباعية الدفع تابعة لما يسمى "وزارة الدفاع"، وذلك في حاسي عمار بتندوف. وأفاد الناشط ذاته بأن "الأمن العسكري بالبوليساريو هدده بأنه سيكون عبرة لمن يعتبر، حتى لا يتجرأ أحد آخر بعده على تحدي قيادة الجبهة"، مشيرا إلى أن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود عندما قام بتأييد أطروحة الحكم الذاتي قام بذلك على أرض مغربية، لكنها أول مرة يتم تحدي قيادة "البوزبال" في عقر دارها" وفق تعبيره. وأضاف لعروسي الذي يختبئ حاليا خوفا من الاعتقال، بعد أن غير من شكله قائلا "إن حدث لي شيء، فأرجو منكم أن تبلغوا أهلي بأنني قمت بما أراه الأصلح، وبقناعة تامة أيضا، لكون والداي ربياني على حب الوطن، والعائلة الملكية، والتمسك بوحدة التراب المغربي من طنجة إلى لكويرة". وناشد الناشط الصحراوي الملك محمد السادس بالتدخل لإنقاذه من براثين أجهزة البوليساريو وحليفتها الجزائرية، موجها نداءه أيضا إلى منظمات حقوق الإنسان في العالم، من أجل دعمه في محنته التي يجتازها في تندوف، بسبب القمع والتهديدات التي يتعرض لها، منذ ظهوره في التسجيلات التي وثقها داخل سجن الذهيبية.