أمام التطورات الخطيرة للاعتداءات الإرهابية التي يتعرض له المسجد الأقصى، والتي خلفت العديد من الضحايا والمصابين والمعتقلين، إضافة إلى الأعمال التخريبية التي طالت جنبات المسجد الأقصى المبارك وداخله، تعالت الدعوات لتنظيم وقفة تضامنية واحتجاجية شعبية بالعاصمة الرباط، عشية الجمعة تنديدا بالاعتداءات المنتهكة لكل الأعراف والمواثيق الدولية. ودعت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، كافة أبناء الشعب المغربي وتنظيماته السياسية والحقوقية والنقابية والجمعوية، للمشاركة في الوقفة الشعبية بالرباط مساء اليوم الجمعة، بالتزامن مع تنظيم وقفات وفعاليات شعبية في كافة المدن المغربية، واعتبار الموعد يوم "غضب شعبي". من جهتها، دعت "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" للمشاركة المكثفة في وقفة يوم الجمعة، إلى جانب التعبئة من أجل تنظيم وقفات وفعاليات شعبية للتنديد بجرائم العدو الصهيوني في القدس، والضغط الجماهيري من أجل اتخاذ مواقف قوية لمواجهة مخططات التهويد والتقسيم الزمني والجغرافي للأقصى. وندَّدت المبادرة المغربية بالهجمة الوحشية العنصرية على أهالي القدس والمسجد الأقصى المبارك، مُعربة عن تضامنها المطلق مع الجرحى والمصابين والمعتقلين في معركة الدفاع عن المقدسات المقدسية. وعن جدوى مثل هذه الخطوات المنددة في نصرة القضية الفلسطينية، قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، أحمد ويحمان، إن آلاف الشباب الذين كانوا يملؤون الشوارع في البلدان العربية تنديدا بالظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، لجؤوا إلى تنظيمات تمارس القتل كيفما اتفق. متابعا أن "الوقفات والتظاهرات تؤكد أن جذوة التمسك بالقضية لا تزال مشتعلة، وأن الشعب المغربي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته". وأشار ويحمان في تصريح لجريدة "هسبريس" الإلكترونية، إلى أن مجازر وانتهاكات الحرب العالمية الثانية، ساعدت على إخراج الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى الوجود، وأن ما نعيشه الآن من ظلم وانتهاك لحقوق الإنسان وتقتيل وتشريد كفيل بأن يعيد الأمور إلى نصابها أيضا، منتقدا الحكام العرب "الذين لا تحركهم مشاهد الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى وعلى الأطفال"، وفق تعبيره، معتبرا أن ما يقع "وصمة عار وخزي على جبين حكام العرب والمسلمين". وطالب ويحمان بتحمل تبعات ما يجري على الأراضي الفلسطينية، لافتا إلى أن طائرات عسكرية مجهزة لتقتل أطفالا ومواطنين أبرياء في اليمن، دون أن تمنح الدول الخليجية رصاصة واحدة لفائدة المقاومة الفلسطينية، معتبرا أن "انتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس والاعتداءات اللا إنسانية ستُسقط حتما بعض الحكام". "ما يجري يُسائل بعض أدوات الموساد والاختراق الصهيوني الذين يدعون إلى التطبيع مع الصهاينة. كما يسائل نواب الأمة عن مقترح القانون لتجريم التطبيع"، يقول أحمد ويحمان متسائلا، "هل يستقيم كذلك الإبقاء على الجنسية المغربية لرئيس أركان حرب الجيش الصهيوني إلى جانب مواطنه رئيس منطقة الجنوب العسكرية الذي قاد الحرب الأخيرة على قطاع غزة؟"