لم يجد المغرب من خيار لاقتحام السوق الروسية غير المنتوجات الفلاحية والأسماك، وذلك بعد الركود الكبير الذي عاشته العلاقات الاقتصادية مع هذه الدولة، حيث توجه في الآونة الأخيرة عبر معارضها الكبرى لإقناع المستهلك الروسي بجودة منتوجاته. وافتتح اليوم الاثنين بالعاصمة الروسية موسكو، المعرض الدولي للصناعات الغذائية "وورلد فود" (World Food Moscow)، بمشاركة مغربية تعد الثانية من نوعها، وتشرف عليها المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات (EACCE)، التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري. ولقي الرواقان المغربيان، البالغة مساحتهما الإجمالية 370 مترا مربعا، ويحتضنان 26 مقاولة عارضة، إقبالا كبيرا من طرف زوار المعرض، حيث تم افتتاحهما بعملية كبرى لتذوق المنتجات البحرية، "بهدف تمكين الزوار من تقدير نوعية وجودة المنتجات المغربية"، بحسب المنظمين. رئيس المؤسسة المستقلة لمراقبة وتنسيق الصادرات، محمد جناتي، قال في تصريح ل"هسبريس"، إن "المصدرين المغاربة لهم علاقات قديمة مع نظرائهم في السوق الروسية"، مشيرا إلى أن "المعاملات التجارية بين المملكة المغربية، والفيدرالية الروسية في تطور مستمر". واعتبر جناتي، أن "التواجد المغربي بهذه الكثافة في معرض من هذا الحجم، هدفه استكشاف فرص جديدة من الشراكة الاقتصادية"، موضحا أن المغاربة يستغلون مثل هذه المناسبات لخلق جسور للتواصل بشأن عروض المملكة التي يتم تصديرها، وهو الأمر الذي قد يفتح آفاقا مهمة لتنمية هذه السوق". "المنتوج المغربي له العديد من المميزات، وهي الجودة، والعرض الذي أنتجته سياسة المغرب الأخضر، بالإضافة للتنويع"، يقول جناتي، مشيرا إلى أن "هذا الأمر خلق تنوعا بالنسبة للمغرب لتوسيع الأسواق، والانفتاح على أسواق جديد منها السوق الروسي". وسجل المتحدث نفسه أن "هذا سوق مهم بالنسبة للمغرب، ويتطور بشكل كبير، خصوصا الطماطم والحوامض التي ارتفعت واردات روسيا منها بشكل لافت، وهناك منتوجات أخرى بدأت تدخل السوق الروسي"، موضحا أن "المنتوجات المحلية من جانبها لقيت اهتماما بالغا من طرف الزوار". وباعتباره أحد أهم الملتقيات الدولية التي تقدم قطاع الصناعات الغذائية والفلاحة والمنتجات البحرية، فإن المغرب، بحسب المؤسسة المستقلة، يعتبر "هذا المعرض هو أفضل ملتقى يجتمع فيه المهنيون في مجال هندسة الزراعات الغذائية في روسيا"، مؤكدة أن هدف هذه المشاركة هو تمكين الزوار المهنيين من الإطلاع على أطياف متنوعة من المنتجات تتراوح بين الحوامض والفواكه والخضروات الطازجة والمنتجات الزراعية المحلية والمنتجات البحرية. ويعرف المعرض مشاركة أزيد من 1600 عارض يمثلون 69 بلدا، ويجلب أكثر من 60 ألف زائر معظمهم من الزبناء المشترين والموزعين وتجار الجملة، حيث يشكل هذا المعرض أرضية حقيقية لتبادل المعلومات واستكشاف فرص جديدة للأعمال التجارية الدولية. وتأتي مشاركة المغرب في سياق تنفيذ المخططات القطاعية "مخطط المغرب الأخضر" وأليوتيس" (Halieutis)، وذلك من أجل توطيد وتقوية حضور المنتجات المغربية، سواء منها الفلاحية، أو منتجات الصيد البحري داخل السوق الروسية، فضلا عن اغتنام فرص عقد شراكات جديدة في قطاعات أخرى خاصة، بما في ذلك زيت أركان (Argan) والمنتجات المحلية. يذكر أن السوق الروسية تُعدّ عاشر أكبر سوق استهلاكي في العالم بساكنة تُقدر ب146مليون نسمة، حيث يخصص المستهلك الروسي ما يقارب 80 في المائة من دخله للإنفاق، 50 في المائة من هذه الميزانية ينفقها في اقتناء المواد الغذائية.