واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، اهتمامها بأزمة اللاجئين الفارين من الحروب بالشرق الأوسط، إلى جانب قضايا محلية ودولية، منها التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي للمناخ الذي ستحتضنه فرنسا ما بين 30 نونبر و11 دجنبر المقبل. ففي النرويج، أشارت صحيفة (في غي) إلى سماح السلطات الدنماركية لنحو 400 لاجئ كانوا في مدرسة بمواصلة السفر إلى الوجهات التي يرغبون فيها خاصة السويد. واعتبرت أن ذلك يأتي بعد أن تم وقف الرحلات على الخطوط الأساسية للسكك الحديدية مع ألمانيا، حينما رفض مئات المهاجرين القادمين من ألمانيا في طريقهم إلى السويد النزول من القطار عند وصولهم إلى الدنمارك. وأشارت إلى أن العديد من اللاجئين الذين كانوا على متن هذا القطار يرغبون في التوجه إلى السويد. ومن جهتها، أوردت صحيفة (داغبلاديت) خبر تنظيم آلاف الأشخاص مظاهرة في وسط غوتنبرغ السويدية من أجل إظهار الدعم للاجئين بالتأكيد على الاستعداد لمساعدتهم في محنتهم. ونقلت الصحيفة عن عدد من المشاركين في هذه المظاهرة، التي جاءت بغرض الضغط على المجتمع الدولي لحل أزمة المهاجرين ومساعدتهم ، ترحيبهم باللاجئين وتأكيدهم على أن الاتحاد الأوروبي لا يعرف أزمة لاجئين بل "أزمة مسؤولية". ومن جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى موجة التضامن مع اللاجئين القادمين إلى أوروبا، وحملات التبرع المنظمة في النرويج. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (لاراثون) الاسبانية إن رئيس اللجنة الأوروبية، جان كلود يونكر، شجع البلدان الأعضاء على استقبال، وبشكل عاجل وإجباري 160 ألف لاجئ الذين وصلوا إلى أوروبا، خاصة إلى بلدان الجنوب والشرق. وأشارت الصحيفة إلى أن بروكسيل قررت تقديم مبلغ ستة آلاف أورو عن كل لاجئ، مضيفة أن الميزانية العامة تقدر ب780 مليون أورو، بالإضافة إلى نفقات النقل بين بلدان الاستقبال، على أن تتلقى اسبانيا 115 مليون أورو. أما صحيفة (ايل باييس)، التي أكدت أن اسبانيا ستستقبل أزيد من 17 ألف لاجئ خارج حصتها، فأوردت تصريحات لرئيس الحكومة الاسبانية، ماريانو راخوي يؤكد فيها أنه يناقش الأرقام المفروضة من قبل بروكسيل، مبرزا أن بلاده ستستقبل أكبر عدد من اللاجئين بعد ألمانياوفرنسا. وفي نفس الإطار، كتبت صحيفة (لوسوار) البلجيكية أن الحصص الاستعجالية والدائمة والإجبارية، تعد حلا ناجعا للازمة الحالية للاجئين. وفي المقابل، قالت صحيفة (لاليبر بيلجيك) إنه إذا كان خطاب يونكر، الذي خصص في جزء كبير منه للأولوية المطلقة المتمثلة في أزمة اللجوء، قد ألقي أمام النواب الأوروبيين، فانه يتوجه بالأساس وبشكل مباشر إلى القادة الأوروبيين، معتبرة أن تحدي استقبال مئات الآلاف من اللاجئين بالاتحاد الأوروبي لا يمكن رفعه إلا بتضامن الدول ال28 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي. وفي المنحى ذاته، أكدت صحيفة (كوريردي لا سيرا) الايطالية أن يونكر رئيس اللجنة الأوروبية طلب من الأوروبيين البرهنة على الشجاعة والتضامن عبر توزيع 160 ألف لاجئ على بلدان الاتحاد الأوروبي انطلاقا من الاسبوع المقبل. ونقلت الصحيفة عن يونكر قوله .."لقد حان الوقت للبرهنة على الإنسانية، لدينا الوسائل لمساعدة الفارين من الحروب". فيما تطرقت زميلتها (الميساجيرو) لقضية توزيع اللاجئين على التراب الايطالي، مشيرة إلى أن وزير الداخلية يحرص على ذلك، كما يدعو الجهات الأخرى بالبلاد إلى بذل مزيد من الجهود. وفي فنلندا أشادت صحيفة (هوفدستادبلاديت) بقرار الوزير الأول جوا سبيلا فتح منزله في البادية لاستقبال طالبي اللجوء، معتبرة أن الأمر يتعلق بمبادرة محمودة "لكن نحن في حاجة حقيقية لقرارات سياسية شجاعة ضمن هذه الروح". وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (هيلسينجين سانوما) إن الإجراءات القاسية التي يتضمنها البرنامج الحكومي في مجال الهجرة، أصبحت الآن متجاوزة بعد التدفق الكثيف للاجئين على أوروبا. وفي فرنسا، أطلقت صحيفة (ليبراسيون) مع 12 صحيفة أوروبية أخرى، نداء إلى قادة الدول الأوروبية ال28 ، من اجل التحرك لمساعدة اللاجئين الفارين من الحروب في الشرق الأوسط. وجاء في النداء أنه .. "على الرغم من ماضينا المضطرب، يتعين على أوروبا أن تبرهن اليوم على أنها قارة ترتكز على مبادئ التضامن والمساواة والحرية". كما يدعو النداء القادة الأوروبيين إلى انتهاز فرصة الاجتماع الوزاري، المقرر يوم 14 شتنبر ببروكسيل حول هذا الموضوع، من أجل تدبير هذه المأساة الإنسانية، والحيلولة دون فقدان مزيد من الأرواح. وأضافت الصحيفة أنه "يتعين على قادتنا البرهنة على الشجاعة والتبصر إذا أرادوا النجاح في هذا الاختبار الذي يهم حضارتنا الأوروبية المشتركة" . وفي نفس الموضوع، ذكرت صحيفة (لوموند) أن اليمين الفرنسي يوجد بين فكي كماشة بين الرغبة في إظهار التضامن تجاه المهاجرين، وإرادة التعبير عن موقف صارم، في وقت دعا فيه وزير الداخلية، بيرنار كازنوف، العمد إلى استقبال طالبي اللجوء في مدنهم. ولاحظت الصحيفة أنه إذا كان الحزب الاشتراكي قد دعا إلى تشكيل شبكة المدن المتضامنة من أجل استقبال اللاجئين فإن حزب الجمهوريين (يمين) لم يتبن موقفا مشتركا. ومن جانبها، اهتمت صحيفة (لوفيغارو) باللقاء الذي يقام الخميس بالايليزي لإطلاق المؤتمر الدولي حول المناخ الذي ستحتضنه فرنسا من 30 نونبر إلى 11 دجنبر المقبل. وأضافت الصحيفة أن فرانسوا هولاند، الذي يريد أن يجعل من هذا المؤتمر لحظة قوية لولايته، يراهن على التوصل إلى اتفاق في دجنبر، من أجل الإبقاء على الاحتباس الحراري في العالم دون مستوى درجتين. وذكرت الصحيفة بأنه يتعين على 195 بلدا معنيا، أن تضع لدى الأممالمتحدة، قبل متم شتنبر، مساهمتها في مجال التقليص من انبعاث الغازات الدفيئة، مشيرة إلى أن 58 بلدا حتى الآن قامت بذلك. وفي البرتغال اهتمت الصحف بالمناظرة التلفزيونية التي جمعت أمس بين المرشحين لمنصب الوزير الاول، الحالي بيدرو باسوس كويلهو، والامين العام للحزب الاشتراكي، أنتونيو كوستا، في أفق الانتخابات التشريعية المقبلة. وأوضحت صحيفة (بوبليكو) أنه في الوقت الذي لم يستطع فيه باسوس كويلهو الابتعاد عن موقف المدافع طيلة النقاش، أفلح انتونيو كوستا في تسجيل نقاط في مواجهة زعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي، فيما اعتبرت زميلتها (كوريو دمانها) أن زعيم الحزب الاشتراكي فاز في مواجهة الأمس ضد الوزير الأول الحالي.