اندلعت اشتباكات جديدة بين الشرطة والمهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية، أمس الثلاثاء، التي أصبحت في مقدمة أزمة اللاجئين التي تهز الاتحاد الأوروبي فيما حذر رئيس الاتحاد دونالد توسك من أن «تدفق» اللاجئين قد يستمر سنوات. ومع تحذير السلطات اليونانية من أن جزيرة ليسبوس «على وشك الانفجار»، حاول عشرات من حرس السواحل وشرطة مكافحة الشغب الذين يحملون الهراوات لضبط نحو 2500 لاجئ ليل الاثنين الأربعاء في الجزيرة، أثناء محاولتهم التقدم نحو سفينة استأجرتها الحكومة ومتجهة إلى أثينا. وأكدت مشاهد الفوضى على الصعوبات التي تواجهها السلطات في أنحاء أوروبا في التعامل مع تدفق اللاجئين الذين يقطعون رحلات خطرة في القارة الأوروبية أثناء فرارهم من الحروب في بلادهم. ومع مواجهة جزر يونانية أخرى لمشاكل بسبب المهاجرين، أكد توسك أن «موجة المهاجرين ليست حادثا منفصلا، ولكنها بداية تدفق حقيقي يعني فقط أن علينا أن نتعامل مع هذه المشكلة لسنوات عديدة مقبلة. ومع وصول العديد من الممرات الحدودية البرية في الاتحاد الأوروبي إلى نقطة حرجة، وصل إلى شواطئ جزيرة ليسبوس التي لا يتجاوز عدد سكانها 85 ألف نسمة، حاليا أكثر من 15 ألف مهاجر معظمهم من سوريا. ومع تعاطف العديد في أنحاء العالم مع محنة اللاجئين، تعهدت كل من بريطانياوفرنسا ودول جنوب أميركا بقبول عشرات الآلاف من اللاجئين الذي يعبرون حدود دول الاتحاد الأوروبي بشكل شبه يومي. وقالت فنزويلا إنها ستقبل نحو 20 ألف شخص، وهو نفس العدد الذي وعدت بريطانيا بقبوله خلال السنوات الخمس المقبلة، فيما أعلنت رئيسة البرازيل ديلما روسيف أن بلادها ترحب باللاجئين «بأذرع مفتوحة»، فيما قالت رئيسة تشيلي ميشيل باشليه أنها «تعمل على استقبال عدد كبير» من اللاجئين. كما أعلنت مقاطعة كيبيك الكندية استعدادها لقبول 3650 لاجئا هذا العام، وأعلنت ألمانيا، اكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، أنها ستستقبل نحو نصف مليون لاجئ سنويا خلال السنوات القليلة المقبلة، فيما أعلنت المستشارة أنجيلا ميركل أن تدفق اللاجئين سيحدث تغييرا كبيرا في بلادها. وفي ليسبوس قال علاء الدين، طالب الهندسة التي يأمل في الالتحاق بشقيقه في ألمانيا «أنا هنا منذ ثمانية أو تسعة أيام لا اذكر.. وبعض الناس هنا منذ 14 أو 15 يوما. الحكومة لا يهمها». وبعد ساعات من إنقاذ 61 مهاجرا آخرين قبالة الجزيرة، قال وكيل وزارة الداخلية اليوناني يانيس موزالاس لإذاعة «تو فيما» أن عاصمة الجزيرة «ميتيلين فيها الآن ما بين 15 و17 ألف لاجئ، وهذا هو العدد الرسمي من جميع الأجهزة»، مضيفا «نحن نركز على هذه الجزيرة لان الوضع فيها على وشك الانفجار». وقال ايفانغيلوس ميماراكيس زعيم حزب الديمقراطية الجديد اليميني الذي يمكن أن يعود إلى السلطة في الانتخابات المبكرة التي ستجري هذا الشهر، أن البلاد يجب أن تعزز حدودها حتى لا تبعث برسالة مفادها «الأمور جيدة هنا، تعالوا». وفي المجر تجاوز المهاجرون خطا حددته الشرطة أمام مركز للاجئين وتوجهوا سيرا على الأقدام باتجاه بودابست، أول أمس الاثنين، قبل أن يوافقوا على العودة، فيما أغلقت الشرطة في الدنمارك طريقا سريعا جنوبا بعد أن حاولت الحشود التوجه إلى الحدود السويدية. وعلى حدود أوروبية أخرى تواصل تدفق الفقراء واليائسين سواء عند الحدود البرية عبر البلقان أو على متن قوارب مكتظة تعبر المتوسط. وعلى الحدود بين اليونان ومقدونيا تزايد التوتر مع احتشاد نحو ثمانية آلاف شخص بانتظار العبور إلى الجمهورية اليوغسلافية السابقة بعد عبور نحو ألفي شخص الاثنين. وقال خفر السواحل الليبي أنه أنقذ أكثر من 120 مهاجرا كانوا على متن قارب مطاطي، ليضافوا إلى 366402 شخص قالت الأممالمتحدة أنهم عبروا المتوسط هذا العام، نحو نصفهم من السوريين. وفي تركيا اعتقلت السلطات شخصا خامسا يشتبه بتورطه بغرق قاربين الأسبوع الماضي من بينهما القارب الذي غرق فيه الطفل ايلان الكردي الذي أشعلت صورته التعاطف في أنحاء العالم. وقال توسك في كلمة في بروكسل أن تدفق اللاجئين يعني أن أوروبا «عليها أن تتعلم كيف تتعايش مع هذه الأزمة دون أن تتبادل اللوم». وتنقسم أوروبا حول كيفية التعامل مع الأزمة حيث تدعو دول مثل ألمانيا إلى مزيد من التضامن بينما تتبنى دول أخرى خاصة في أوروبا الشرقية موقفا أكثر تشددا. ويتوقع أن تقترح المفوضية الأوروبية ورئيسها جان كلود يونكر الأربعاء توزيع 120 ألف لاجئ على دول الاتحاد خلال العامين المقبلين لاستيعاب تدفق المهاجرين. وهذا الاقتراح سيضاف إلى عملية إعادة توزيع 40 ألف مهاجر أعلن عنها في ماي. وحصص التوزيع المقترحة تضع ألمانيا في المرتبة الأولى (26.2% 31443 لاجئا) تليها فرنسا (20% 24031) واسبانيا (12.4% 14931). وحذر الرئيس فرنسوا هولاند من أنه في غياب سياسة معممة «سنقضي على فضاء شنغن» معربا عن الأمل في تنظيم مؤتمر دولي حول أزمة الهجرة. وتحدثت ميركل عن برنامج فدرالي بقيمة ستة مليارات أورو لعام 2016 لتحسين عملية استيعاب المهاجرين ودمجهم. وأضافت ميركل الاثنين أن المبلغ الإجمالي قد يصل إلى 10 مليارات أورو العام المقبل إضافة إلى نفقات الدولة الفدرالية والمقاطعات. وتقدر ألمانيا ب 10 آلاف على الأقل عدد الوافدين الجدد الاثنين بعد نهاية أسبوع سجلت أرقاما قياسية مع قدوم أكثر من 20 ألف مهاجر بينهم العديد من السوريين أتوا إلى ألمانيا من المجر عبر النمسا.