اهتمت وسائل الإعلام الدولية بنتائج الانتخابات المحلية والجهوية التي جرت الجمعة الماضي، خاصة الصحف والمواقع الإلكترونية الفرنسية، فيما كتبت صحف إسبانية قليلة عن هذه الانتخابات، مقابل شبه انعدام لأية أخبار أو تحليلات في نظيرتها البريطانية. نصر "مظفر" وصفت جريدة "لوموند" الفرنسية في إحدى مقالاتها، النتيجة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية بقيادة أمينه العام، عبد الإله بنكيران، بالفوز "التاريخي"، وذلك بعد أن فاز بالمرتبة الأولى في الانتخابات الجهوية بنسبة أصوات تجاوزت 25 في المائة، وحل في المرتبة الثالثة في مجموع الانتخابات الجماعية والجهوية، معتبرة إياه أكبر الأحزاب المغربية استفادة من هذه الانتخابات، حيث أرجعت هذه النتيجة إلى "حصيلة تدبيره لدفة الحكومة خلال السنوات الأربع الأخيرة". وفي مادة أخرى، أنجزت "لوموند" حوارا مع الباحث المغربي في الشأن السياسي، محمد مدني، أكد فيه أن هذه الانتخابات، بينت أن حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، هما الحزبان الأكثر قوة على الساحة السياسية المغربية، لكن مع التأكيد على أن "البيجيدي" ربح رهان هذه الانتخابات سياسيا، من خلال اكتساحه لكبرى المدن المغربية، كالدار البيضاء وأكادير والرباط والقنيطرة. "هجوم موجع" موقع "هافينغتون بوست"، خاصة من خلال نسخته المغاربية والفرنسية، سلط الضوء بشكل كبير على نتائج هذه الانتخابات، حيث كتب أن حزب العدالة والتنمية أصبح جاهزا للانتخابات التشريعية خلال العام المقبل، وذلك بعد حصوله على نتائج جيدة خلال هذه الاستحقاقات الانتخابية المحلية والجهوية، وهذا ما يؤشر، بحسب الموقع ذاته، على أنه مرشح بقوة للحصول على المراتب الأولى في القادم من الانتخابات. وفي إحدى المقالات التحليلية في النسخة المغاربية من "هافينغتون بوسط" نقرأ أن عبد الاله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، اتبع "خطة هجومية" من أجل النيل من منافسيه السياسيين في باقي الأحزاب، وذلك عبر خطاب بالغ الشعبوية، يفهمه المواطن المغربي، وهذا ما شوه صورة عدد من هؤلاء السياسيين، مقابل استفادة بنكيران من ذلك. ما بين نصر 2011 و2015 بعد أن نجح حزب العدالة والتنمية في الظفر بالأغلبية خلال الانتخابات التشريعية قبل أربع سنوات، تؤكد "لوباريزيان" الفرنسية، تمكن الحزب الإسلامي من إعادة إنتاج هذا النصر عبر فوزه بعدد كبير من المقاعد في كبرى المدن في الانتخابات الجماعية والجهوية ليوم الجمعة الماضي، حيث نقلت تصريحا لبنكيران يؤكد فيه أنه كان واثقا من الفوز بهذا الرهان الانتخابي، بعد أن شاهد عدد المتعاطفين الذين حضروا المهرجانات الخطابية التي نظمها خلال الحملة الانتخابية، معتبرا هذه النتيجة بكونها "نتيجة طبيعية". موقع "USNEWS"، كان من بين المواقع الأنجلوساكسونية القليلة التي تابعت موضوع الانتخابات، وذلك عبر نشره لقصاصة لوكالة الأنباء الأمريكية "اسوشيتد بريس"، اعتبرت فيها هذه الانتخابات بمثابة "تيرمومتر" لقياس مدى شعبية الحزب الإسلامي الذي جاء إلى السلطة بعد هبوب رياح حراك فبراير 2011، في انتظار استحقاقات العام المقبل. وبالرغم مما وصفها الموقع ب"الإجراءات اللاشعبية" التي قامت بها الحكومة الحالية بقيادة الإسلاميين، إلا أن "البيجيدي" استطاع أن يضاعف عدد المقاعد المحصل عليها في الجماعات والجهات ثلاث مرات بين 2009 و2015، في مؤشر قد يحمل أخبارا سارة لأخوان بنكيران خلال القادم من استحقاقات. موقع "دوتش فيليه" الألماني، وخلال رصده لأبرز نتائج الانتخابات، أكد في إحدى المقالات، أن الوضع الحالي الذي تعيشه المملكة ليس إلا نتيجة واضحة لرد الفعل الذي قام به النظام، قبل أربعة سنوات، حيث كانت منطقة شمال إفريقيا تغلي بالمظاهرات التي تطالب بالحرية والديمقراطية، في حين أن المغرب شرع في القيام بعدد من الإصلاحات التي كانت سببا في تغيير الخريطة السياسية المغربية بصعود حزب العدالة والتنمية لقيادة دفة الحكومة.