أكد رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، جواد الكردودي، أن حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة يعدان أكبر الفائزين في الانتخابات الجماعية والجهوية لرابع شتنبر. وقال الكردودي، بخصوص أداء مختلف الأحزاب السياسية خلال هذه الاستحقاقات، إن اقتراع رابع شتنبر تميز بفوز الحزبين (العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة ) وبهزيمة نسبية لحزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار وحزب التقدم الاشتراكية وخسارة لأحزاب اليسار، خاصة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي تراجع مرة أخرى خلال هذه الانتخابات. وأشار إلى أن ارتفاع معدل المشاركة بالمقارنة مع المعدل المسجل سنة 2009 يشكل معطى إيجابيا بالنسبة للديمقراطية في البلاد مسجلا أن حزب العدالة والتنمية حقق اختراقا كبيرا على مستوى المدن في حين استمر تفوق حزب الأصالة والمعاصرة في العالم القروي. واعتبر، في هذا الصدد، أن الانتصار الذي حققه العدالة والتنمية في الوسط الحضري ليس مفاجئا بالنظر إلى سياسة القرب التي انتهجها هذا التنظيم السياسي منذ مدة طويلة، مبرزا أن "حصيلة الحكومة ، والتي وإن لم تكن متميزة فإنها تبقى مقبولة، ساهمت في تحقيق الحزب لهذا الإنجاز". وبخصوص التحالفات على الصعيد المحلي، أوضح الكردودي أن حزب العدالة والتنمية سيعطي الأولوية لأحزاب الأغلبية الحكومية دون أن يستبعد تحالف الحزب مع أحزاب أخرى باستثناء حزب الأصالة المعاصرة بالنظر لوجود تباينات قوية بين هاتين التشكيلتين السياسيتين. وفي معرض حديثه عن ما يمكن أن تستخلصه مختلف الأحزاب السياسية من الاقتراع، قال الكردودي إن الأحزاب التي خاب أملها في هذا الاقتراع مدعوة إلى وقفة مع الذات وإعطاء الأولوية لسياسة القرب وتجنب أخطاء الماضي وخاصة العمل في إطار تكتلات وتفادي الصراعات الداخلية، معتبرا أن الإدارة لم تعد تتدخل في العملية الانتخابية وبالتالي يتعين على كل حزب خوض المنافسة بوسائله الخاصة للظفر بأكبر عدد من الأصوات . ورأى الباحث أن نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية لرابع شتنبر ستلقي بظلالها على المنافسة خلال التشريعيات المقبلة، مشيرا إلى أن حزب العدالة والتنمية سيخوض الاستحقاق التشريعي المقبل من موقع مريح غير أنه سيواجه منافسة قوية من حزب الأصالة والمعاصرة.