اهتمت العديد من المنابر الصحفية العربية والدولية بالانتخابات الجماعية والجهوية التي يشهدها المغرب اليوم الجمعة، حيث ركزت خصوصا على أمرين اثنين، الأول أنها أول انتخابات بلدية في ظل الدستور الجديد، والثاني أنها انتخابات تشكل اختبارا قويا لشعبية حزب العدالة والتنمية "الإسلامي" الذي يقود الحكومة الحالية. وأوردت ذات المنابر الإعلامية أن صناديق الاقتراع تعد الفيصل أمام القوى السياسية الحقيقية في الشارع المغربي، وبأنها محط اختبار حقيقي للإسلاميين، وستظهر مدى محافظة حزب العدالة والتنمية خصوصا على شعبيته من عدمه قبل عام واحد من الانتخابات التشريعية. جريدة "المصريون" المصرية رأت أن الانتخابات الجماعية والجهوية التي تُنظم اليوم بالمغرب تجري على صفيح ساخن، بين دعوات للمشاركة في الاقتراع، وأخرى لمقاطعة الانتخابات، لكن تبقى صناديق الاقتراع هي الفيصل والاختبار أمام القوى السياسية الحقيقية في الشارع المغربي". وأورد المصدر ذاته بأن هذه الانتخابات تعد اختبارا للإسلاميين، إذ أنه في الوقت الذي اختار فيه حزب العدالة والتنمية الحاكم، المشاركة في الاستحقاق المحلي، اختارت جماعة العدل والإحسان سياسة الكرسي الفارغ، بينما يشكل السلفيون فسيفساء غير واضحة المعالم، بين مشارك، ومقاطع، ومتردد، إزاء الانتخابات. وقالت الصحيفة إن هذه الانتخابات ستكون اختبارا جديا لقياس شعبية حزب العدالة والتنمية" الإسلامي"، وتقييم أدائه السياسي بعد 3 سنوات ونصف أمضاها على رأس ائتلاف حكومي من أربعة أحزاب، كما ستكون محكا لحزب الأصالة والمعاصرة الذي يقول إنه يسعى للحد من تمدد التيار الإسلامي، ومقياسا لمدى قدرته على تكرار سيناريو انتخابات 2009 التي حاز فيها المرتبة الأولى. وبدوره أشار موقع "دوتشه فيله" إلى أن الانتخابات البلدية في المغرب ستظهر مدى محافظة حزب العدالة والتنمية الإسلامي على شعبيته من عدمه قبل عام واحد من الانتخابات التشريعية، وسط منافسة 131 ألف مترشح على 31 ألف مقعد في المجالس المحلية". ولفت المصدر إلى أن "العدالة والتنمية" هو الوحيد في بلدان "الربيع العربي" الذي تمكن من الاستمرار في قيادة التحالف الحكومي، عكس ما حصل في كل من مصر، وتونس، وليبيا، مردفا أن الحزب أجرى مجموعة من الإصلاحات لقيت دعما من المؤسسات المالية الدولية، مقابل نقد لاذع من المواطنين والخصوم السياسيين على السواء". موقع قناة الجزيرة توقف عند تصريحات رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، الذي ربط بين ما اعتبره إقبالا واسعا للمواطنين على مهرجاناته الخطابية، وبين توقعاته لتصدر حزبه لهذه الانتخابات، فيما أكد محللون أنه من الخطأ أن يتعامل بنكيران مع هذه الحملة بمنطق الانتخابات البرلمانية. ومن جهته ذكر موقع "روسيا اليوم" أن انتخابات اليوم تعتبر من نوعها منذ التعديل الدستوري لعام 2011، وبأن كثيرين يعتبرونها محكا حقيقا لأبرز لأحزاب المتنافسة على الخريطة السياسية في البلاد، خاصة بين حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الأصالة والمعاصرة المعارض.