يقوم وزير الخارجية الإيراني، جواد ضريف، بجولة دبلوماسية عالمية قادته خلال اليومين الماضيين إلى المنطقة المغاربية، حيث زار كلا من تونس والجزائر والتقى عددا من كبار المسؤولين الجزائريين والتونسيين، وذلك بغرض مناقشة عدد من الملفات السياسية والاقتصادية بعد توقيع طهران للاتفاق النووي الإيراني مع الدول الغربية. بيد أن الطائرة التي أقلت ضريف إلى دول شمال إفريقيا لم تول وجهها صوب المغرب، الأمر الذي فتح العديد من التساؤلات حول إمكانية استمرار "الجفاء" الدبلوماسي بين الرباطوطهران. وعلى الرغم من عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإيران بعد سنوات من القطيعة، إلا أن هذا لم يمنع من وقوع عدد من "الأزمات" التي خيمت على العلاقة بين البلدين، خصوصا بعد المقال الذي نشرته وكالة الأبناء الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني، الذي وصفت من خلاله المغرب بأنه "أسير للسياسات الإسرائيلية"، الأمر الذي أغضب المملكة وكاد أن يعيد العلاقات بين البلدين إلى نقطة الصفر لولا مسارعة الخارجية الإيرانية إلى إخماد نار هذه الأزمة وسحبها للمقال. ويؤكد الخبير العلاقات الدولية، خالد الشيات، أن استثناء جواد ضريف للمغرب من زيارته للمنطقة المغاربية، يجب تفسيره من منطلق أن المغرب هو "الذي يحدد طبيعة العلاقة مع إيران وليس العكس"، على اعتبار أن الرباط "غير مرتاحة" لانفتاح دبلوماسي كامل على الجمهورية الإيرانية، بينما تعمل إيران على استعادة كامل علاقتها مع الرباط خصوصا بعد توقيعها الاتفاق النووي الإيراني. وأكد الشيات أن المغرب في غنى عن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني إلى منطقة شمال إفريقيا، مضيفا بأنه لا يمكن القول "إن هناك ودا في العلاقات بين البلدين"، لهذا فهما يتجنبان إرسال رسائل دبلوماسية "مغلوطة"، من قبيل تبادل الزيارات الدبلوماسية، ذلك أن زيارة ضريف للرباط كانت ستعطي الانطباع بأن العلاقات بين البلدين عادت إلى "وضع جيد وهذا أمر غير صحيح"، يقول الشيات. وعدد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحسن الأول في وجدة عددا من المحددات التي تتحكم في العلاقات بين البلدين، أولها العلاقة مع دول الخليج، ذلك أن المغرب يعتبر دول الخليج حليفا استراتيجيا له ودخل معها في تحالفات عسكرية، بينما تواجه إيران العديد من المشاكل السياسية والأمنية مع دول مجلس التعاون الخليجي، أما المحدد الثاني فهو التدخل الإيراني في اليمن من خلال دعم جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بينما يشارك المغرب في التحالف العربي ضد نفس المجموعة. واستبعد الشيات إقامة علاقات دبلوماسية مميزة مع طهران على المدى القصير، إلا أنه لم يستبعد أن يكون هناك انفتاح اقتصادي للمغرب على طهران سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال الدخول في شراكات اقتصادية مع دول أوروبية للاستثمار في إيران.