اعتبر مغاربة مقيمون بالولايات المتحدة، من مختلف المشارب، أن الانتخابات الجماعية والجهوية لرابع شتنبر 2015 تعد محطة "تأسيسية وحاسمة" في مسلسل إرساء الجهوية المتقدمة، والتي ستشكل "ثورة جديدة" يستعد المغرب لتجسيدها على أرض الواقع بكل طموح وقناعة. وفي هذا الصدد قال حسن السمغوني، رئيس نادي واشنطن المغربي-الأمريكي، إن "الأمر يتعلق بانتقال ديمقراطي جديد سيكون له، بكل تأكيد، أثر إيجابي على كافة جهات المملكة"، مشيرا إلى أن هذه المحطة "التأسيسية" ستضع أسس التوازن الضرورية بين الجهات لتعزيز التنمية المستدامة والمنصفة. وبعد أن سلط الضوء على الطابع "المهم" للموعد الانتخابي لرابع شتنبر، شدد على أهمية هذا المنعطف "الحاسم" في تاريخ المغرب الحديث الذي يطمح إلى بناء جهوية متقدمة عمادها الأساس الوحدة الوطنية والترابية والتضامن بين القطاعات. وفي تصريح مماثل شددت أمينة آيت التاجر، فاعلة جمعوية بمنطقة واشنطن الكبرى، على "أهمية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة لكونها الأولى من نوعها التي ستجرى بعد المصادقة على الدستور الجديد" وفق تعبيرها. وأضافت أن "الانتخابات المقبلة ستكون حاسمة بالنظر للعديد من الاعتبارات"، موضحة أنها ستكون مناسبة لتعزيز دعائم الجهوية المتقدمة بكيفية من شأنها أن تعود بالنفع على كافة المواطنين، فضلا عن زيادة تمثيلية المرأة في المجالس المنتخبة. واعتبرت آيت التاجر أن التحدي يتمثل في إنجاح هذه المحطة لإعطاء دفعة جديدة لدينامية التنمية التي يشهدها المغرب والمساهمة في مسلسل بناء الصرح الديمقراطي وتعزيز دور الجماعات الترابية، وذلك بهدف الاستجابة لانتظارات المواطنين لتحقيق التقدم والازدهار والحياة الكريمة. من جانبها، اعتبرت سامية بنعبد الله، طالبة دكتوراه في الفيزياء بالجامعة الكاثوليكية لواشنطن، أن الانتخابات القادمة تشكل دعامة جديدة في مسلسل ترسيخ "الديمقراطية المحلية" في المغرب. وعبرت بنعبد الله عن سعادتها لكون هاته الاستحقاقات تعرف حضورا انتخابيا وسياسيا قويا للمرأة المغربية، خاصة وأن القانون الحالي يحدد الصفة التمثيلية للنساء في المجالس الجماعية والجهوية في نسبة 12 بالمئة، مشيرة إلى أن الأمر سيؤدي إلى تحقيق تحسن ملحوظ في عدد النساء في المجالس المنتخبة. ولاحظت بأنه خلال هذه الانتخابات صارت شريحة كبيرة من النساء أكثر وعيا بقوة أصواتهن، وأن النساء أصبحن أكثر استعدادا لمواجهة التحديات التي تواجههن. وحسب الشابة المغربية فإنه يتعين السماح للمجالس المحلية من الاستفادة من مساهمة المرأة المغربية المؤهلة، والمعروفة بنزاهتها، وحسها الاجتماعي، مشددة على أن الملك محمد السادس، المدافع عن قضية المرأة المغربية، ما فتئ يؤمن بقدرة المرأة على تقديم قيمة مضافة في الحياة السياسية. كما قال بوبكر أبي سرور، إطار سابق في البنك الدولي والرئيس المؤسس لأكاديمية ابن خلدون في ولاية فرجينيا، إن اقتراع رابع شتنبر سيشكل "قفزة نوعية" في المسلسل الديمقراطي للمملكة.. وأضاف أن "الأمر يتعلق بأول انتخابات من نوعها ستجرى منذ اعتماد دستور 2011 الذي جعل من المجالس الجماعية والجهوية رافعة من روافع التنمية المحلية". وأبرز أن "خطاب الملك، بمناسبة الذكرى ال62 لثورة الملك والشعب صريح وواضح لكونه أعرب عن إرادة لتجسيد ملموس لورش الجهوية المتقدمة"، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات تعكس عزم المغرب على إرساء حكامة ترابية أكثر حداثة وديمقراطية وقربا من المواطنين. واعتبر أنه لهذا السبب يتعين على كافة المغاربة المساهمة، بطريقة مسؤولة، لإنجاح هذه الاستحقاقات، من خلال التسجيل في اللوائح الانتخابية والاختيار بعناية المرشحين والمنتخبين المستقبليين الذين لا يسعون إلى المناصب ولكنهم يرغبون في خدمة جماعاتهم المحلية. وشدد على أنه "قد حان الوقت لتغيير العلاقة التقليدية بين المواطن والمنتخب، وخاصة وأن تلك العلاقة كثيرا ما اتسمت بمناخ عدم الثقة"، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة لرفع هذا التحدي تتمثل في إرساء علاقة الثقة عبر تثقيف الناخبين على الأهمية الحاسمة للتصويت ومسؤولية الأحزاب السياسية ومرشحيها. * و.م.ع