توتر جديد تشهده العلاقات البريطانية الاسبانية، بعد أن رست غواصة روسية في مياه مدينة سبتةالمحتلة، حيت وصفت بريطانيا هذه الخطوة ب"المستفزة". وسمحت اسبانيا برسو غواصة تابعة لسلاح البحرية الروسية، تدعى "نوفوروسيسك"، التي تعد أكثر النسخ تطورا من الغواصات في العالم والملقبة ب"الوحش" الروسي، لمدة ثلاثة أيام من أجل صيانتها وإعادة التزود بالوقود للمرور إلى البحر الأسود. ونقل موقع وكالة الأنباء الروسية "سابوتيك"، أن هذه الخطوة أغضبت بريطانيا بسبب إشرافها على مضيق جبل طارق غير البعيد عن مدينة سبتةالمحتلة، حيث اعتبرت هذه الخطوة بأنها "استفزازية"، خاصة أن اسبانيا تنازع بريطانيا على سيادة هذا المضيق. واعتبر النائب البريطاني المحافظ، اندرو روزيند، أن إقدام السلطات الاسبانية على السماح للغواصة الروسية بالرسو في سبتة، يعد إهانة لساكنة جبل طارق، مشددا على أن ذلك يعد خرقا للحصار الذي تفرضه دول الاتحاد الأوروبي على روسيا لموقفها من الأزمة الأوكرانية. وفي تعليقه على هذا الموضوع، أكد أستاذ القانون العام في كلية العلوم القانونية والاقتصادية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، عبد الفتاح البلعمشي، على أن هذا التطور له بعدان رئيسيان، الأول مرتبط بمكانة اسبانيا في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، على اعتبار أن لهما موقف ضد روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، وكذا الحصار المفروض عليها من قبل الدول الغربية بشكل عام. ورأى البلعمشي في قراءته لرد الفعل البريطاني، أنه جاء نتيجة اعتباره لسماح اسبانيا برسو الغواصات الروسية تراجعا منها عن الموقف الرسمي الأوروبي قد يمتد إلى حد "الخيانة"، على حد تعبيره. أما البعد الثاني في هذا التوتر، يضيف أستاذ العلاقات الدولية، فيتمثل في اعتبار بريطانيا لمثل هذه الخطوة "استفزازا"، نظرا لقرب مدينة سبتة من مضيق جبل طارق، الذي يعد امتدادا للتراب البريطاني، و"هذا ما يجعل الدبلوماسية البريطانية تحتج على اسبانيا". واستبعد المتحدث ذاته حدوث تطور في هذا التوتر بين البلدين، موضحا بأن اسبانيا قد تضطر إلى توضيح موقفها من خلال التأكيد على أن قرارها بالسماح للغواصة الروسية بالتوقف في سبتة، يدخل ضمن حرية الملاحة الدولية والأعراف المتعارف عليها بين الدول. وفي ما يخص الموقف المغربي، أكد البلعمشي، أنه لا ينتظر أن تقوم الدبلوماسية المغربية بأي رد فعل، كما وقع خلال زيارة الملك الاسباني السابق خوان كارلوس لمدينة سبتةالمحتلة، التي اعتبرها المغرب "زيارة استفزازية".