في تطور جديد لقضية الصحفيان الفرنسيا إيريك لورون وكاثرين غراسيي، المتهمان بابتزاز الملك محمد السادس من لدن قضاء بلدهما، قررت دار النشر "Le Seuil" التراجع عن نشر كتابهما الجديد حول المغرب بعد اعتراف كلا الصحفيين بدخولهما في صفقة مع القصر. واتفق الطرفان على نشر الكتاب الجديد عقب نشر " Le Seuil" لكتاب "الملك المفترس"، الذي كتبه الصحفيان حول تقديرات همت ثروة الملك محمد السادس، إذ تم الاتفاق نهاية العام الماضي على تفاصيل نشر الكتاب الجديد، ليكون اصدار أول نسخه مبرمجا بداية 2016. واعتبرت دار النشر أن "مسألة الثقة تبقى الأهم، وهذا ما لم يحترمه إيريك لورون وكاترين كراسيي بعد ان اتفقا على عدم احترام العقد الذي يربطهما مع Le Seuil، وتلقي مقابل مادي من اجل هذه الخطوة"، حيث عبر مدير النشر أوليفيي بيتورني عن غضبه من "الفضيحة التي تسبب فيها الصحفيان". وكان لورون قد نفى أن يكون قد حاول ابتزاز الملك محمد السادس خلال حوار معه نشرته صحيفة "لوموند"، حيث أكد أنه فعلا اتصل بالديوان الملكي وتواصل شخصيا مع الكاتب الخاص للملك محمد السادس، منير الماجيدي، ليس بهدف الابتزاز ولكن من أجل الاستفسار عن معطيات حساسة يتضمنها الكتاب،الذي كان يستعد لنشره هو وزميلته كاترين غراسيي. وبعد ذلك، يؤكد لورون، اتصل به محامي القصر هشام الناصيري، الذي التقاه ثلاث مرات، مشددا أنه طوال اللقاءات الثلاثة لم يصدر منه ما يفيد رغبته في ابتزاز المغرب والملك، كما لم يكن هو البادئ بالحديث عن أي صفقة ذات مضمون مالي مقابل عدم نشر الكتاب، وأن الاقتراح جاء من طرف المحامي الناصري، الذي عبر عن رغبته في عدم صدور الكتاب. مقابل ذلك، أكدت كراسيي أنها كانت مشاركة في الاتفاق حول عدم نشر الكتاب، وذلك بعد أن دام اللقاء الذي حضرته لساعات طويلة، مضيفة بأنها مرت من مرحلة "ضعف انساني جعلتها تقبل بالصفقة".. كما اعترفت الصحفية الفرنسية، صاحبة كتاب "حاكمة قرطاج"، أن ما قامت به "لم يكن أخلاقيا ولا مهنيا بالرغم من أنه ليس جريمة" على حد تعبيرها.