سقطة مهنية مدوية تلك التي بصم عليها الصحافي الفرنسي المعروف إيريك لوران، بعد تورطه في ابتزاز الملك محمد السادس، من خلال مطالبته بمبلغ 30 مليون درهم مقابل عدم نشره كتابا عن الملك، وهو الأمر الذي أغضب الجالس على العرش بالمغرب الذي قرر متابعة الصحافي الفرنسي قضائيا، بعد أن قامت الشرطة الفرنسية بتصوير عملية التفاوض الذي خاضها لوران مع محام يمثل المملكة المغربية. وقامت الشرطة الفرنسية بتوقيف لوران بعد التحقيق معه حول محاولته ابتزاز المؤسسة الملكية ومواجهته بمقاطع الفيديو التي تم تصويرها من طرف الشرطة الفرنسية وهو يتفاوض مع المحامي المغربي على مبلغ 30 مليون درهم نظير عدم نشر كتاب عن الملك محمد السادس، كما قام الأمن الفرنسي بتوقيف كاثرين غراسيي والتي يشتبه في تورطها في عملية الابتزاز نظرا لكونها شريكة لإيريك لوران في تأليف الكتاب. وتعود تفاصيل هذه القصة إلى يوم 21 يوليوز الماضي عندما قام الصحفي الفرنسي وهو صاحب الكتاب المسّمى "الملك المفترس"، بالاتصال بالديوان الملكي يخبرهم بأنه بصدد الإعداد لنشر كتاب جديد عن الملك محمد السادس وبأنه يطلب مبلغ 30 مليون درهم مقابل عدم نشره للكتاب، وبالفعل سيبعث له المغرب محاميا للقائه والتفاوض معه في العاصمة الفرنسية باريس يوم 11 غشت الجاري. وبعد هذا اللقاء سيعقد الطرفان اجتماعا ثانيا يوم 21 غشت الجاري، ولكن هذه المرة تحت مراقبة سرية للشرطة الفرنسية التي وثقت اللقاء، وقامت بتسجيل الصحفي الفرنسي وهو يطالب بالمال مقابل صمته، ما دفع المدعي العام الفرنسي إلى فتح تحقيق بتهمة الابتزاز وتعيين ثلاثة قضاة لمتابعة القضية. وكان آخر لقاء هو الذي تم عقده اليوم وكان هو الآخر تحت مراقبة الشرطة الفرنسية، حيث قام الصحافي الفرنسي بقبول مبلغ 20 مليون درهم، كما حصل على مبلغ 800 ألف درهم كمقدم، لتقوم الشرطة الفرنسية بإلقاء القبض عليه بعد خروجه من المطعم رفقة الصحافية الفرنسية التي شاركت معه في تأليف الكتاب وفي عملية الابتزاز. وفي تصريح للصحافة الفرنسية أكد المحامي الفرنسي الذي وكله المغرب للترافع لصالحه في القضية المذكورة أن الملك محمد السادس ما إن علم بموضوع الابتزاز حتى أمر برفع دعوى قضائية ضد "إيريك لوران"، مضيفا بأن مثل هذه التصرفات قد يكون لها تأثيرات جيوسياسية خطيرة. يشار إلى أن الصحافي الذي جرى توقيفه اليوم، سبق له إصدار كتابين عن المؤسسة الملكية بالمغرب، الأول كان في عهد الملك الراحل الحسن الثاني والثاني في عهد الملك محمد السادس.