أظهرت المعطيات الأخيرة الصادرة عن الجمعية الوطنية لوكالات الأسفار بفرنسا استمرار انخفاض إقبال السياح الفرنسيين على الوجهة المغربية، في الوقت الذي سجلت فيه فرنسا رقما قياسيا جديدا في عدد السياح وذلك رغم توالي الهجمات الإرهابية التي تضرب الجمهورية، ما يعني أن تأثير التهديدات الإرهابية على السياحة يبقى محدودا. وتفيد الأرقام الصادرة عن الجمعية الفرنسية لوكالات الأسفار بأن العزوف السياحي الفرنسي عن المغرب يتواصل، وحقق إلى غاية نهاية شهر يوليوز الماضي تراجعا نسبته 42 في المائة من حيث عدد الرحلات، ليكرس بذلك النتائج السلبية المحققة خلال النصف الأول من العام الحالي، وهي النسبة المحققة نفسها بالنسبة إلى تونس. وتراجع المغرب في ترتيب الوجهات المفضلة بالنسبة إلى الفرنسيين، بعد أن كان في فترات معينة الوجهة السياحية الرابعة التي تغري المواطنين الفرنسيين، ذلك أن النتائج التي توصلت إليها الجمعية الفرنسية تظهر أن تونس أصبحت هي رابع وجهة للسياح الفرنسيين، خلف الثلاثي التقليدي المكون من إسبانيا، وإيطاليا واليونان. وفي الوقت الذي ارتاح فيه البعض إلى تفسير تراجع النشاط السياحي بالمغرب بالتهديدات الإرهابية، فإن النتائج المحققة على صعيد السياحة الفرنسية تبين أن تأثير الهجمات الإرهابية يبقى محدودا على السياحة، ذلك أن الجمهورية تمكنت من الوصول إلى رقم قياسي بلغ 85 مليون سائح وفدوا على مختلف المدن الفرنسية خلال العام الحالي رغم تعرضها للعديد من الهجمات والمحاولات الإرهابية. لذلك فإن عددا من المراقبين للتطورات التي تطرأ على القطاع السياحي بالمغرب، أكدوا أن السياحة المغربية لم تتضرر بالتهديدات الإرهابية بقدر ما أنها تدفع ثمن اعتمادها على السوق الفرنسية بشكل أساسي عوض تنويع الأسواق، وهو الأمر الذي انتبه إليه الفاعلون في القطاع السياحي الذين يحاولون الانفتاح على وجهات جديدة خصوصا بعد النتائج الإيجابية المحققة على صعيد السوق الألمانية والبريطانية. وعلى الرغم من أن السوق الفرنسية مازالت هي المزود الأول للمغرب بالسياح، إلا أن ما تكبدته السياحة المغربية من تراجع، يجعل تنويع الأسواق السياحية أمرا ملحا بالإضافة إلى دعم السياحة الداخلية، أما التهديدات الإرهابية فيمكن التحكم في تأثيرها على السياحة. وسبق لمصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن أكد على أن "ما شهدته دول شقيقة من أعمال إرهابية مدانة كانت له آثار على السياحة في بلادنا غير أنها كانت محدودة"، مضيفا بأنه تم اعتماد خطة تواصلية وعملية بهذا الشأن تقوم بالأساس على التعاطي الاستباقي مع هذه الآثار في البلدان التي تمثل أسواقا سياحية للمغرب لاسيما في الدول الأوروبية.