حثّ الأمينُ العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله الناخبينَ المغاربة، وخاصّة الشباب، على المشاركة بكثافة في عمليّة التصويت خلال الانتخابات الجماعية والجهوية المقررة يوم 4 شتنبر القادم، معتبرا أنَّ التصويت بكثافة لفائدة المُرشّحينَ النزهاء، هوَ السبيل الوحيد لقطْع الطريقة أمامَ المرشحين الفاسدين. وقالَ بنعبد الله في تصريح لهسبريس، قُبيْل انطلاق الحملة الانتخابية التي باشرها الحزبُ صباحَ اليوم في مدينة تمارة، إنّ الانتخابات الجماعية والجهوية القادمة، وهيَ الأولى من نوعه في ظلّ دستور 2011، ستكون محطّة فارقة في تاريخ تسيير الشأن المحلّي بالمغرب، وستحملُ "جُزءً لا يُستهانُ به من التجديد"، لكنّه عبّر في المقابل أنَّ جميعَ التطلعات لن تتحقّق. ففي حينِ أكّدَ أنَّ الكفّة التي تحتضنُ المرشحين النزهاء، ستتعزّز ب"جرعة قوية من أناس يطمحون لتغيير طريقة التسيير"، خاصّة وأنّ القوانين العامّة التي جاء بها دستور فاتح يوليوز 2011 حدّدت مقاربة جديدة، أكّد بنعبد الله أنّ جزءً تطلّعات الشعب المغربي من الانتخابات القادمة لن يتحقّق، بسبب لجوء بعض الأحزاب السياسية إلى استمالة المرشحين بالمال. وأوْضح بنعبد الله أنَّ الأيّام القليلة التي سبقتْ بداية الحملة الانتخابية سجّلت "تدخلا سافرا للمال"، وبحسب المعلومات التي أفادَ بها، فإنّ أحزابا سياسية اشترتْ لوائحَ بأكملها، وتوفر إمكانيات مالية قَبْلية للمرشحين، "كايقولو لهم غير تْشرحو باسم الحزب ديالنا وسيرو الله يعاونكم، وديرو اللي غاديرو"، يقول بنعبد الله بكثير من الامتعاض، مضيفا "هذا أسلوب لا يتماشي مع تطلعات المغاربة، ونحن سنتصدى لهذه العمليات بحزم". وأبْدى الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ارتياحه "للتحضير الجيّد للانتخابات من طرف وزارة الداخلية والحكومة"، لكنه في المقابل أبْدى قلقا كبيرا من توغّل المال في العملية الانتخابية، قائلا: "صحيحٌ أنّ الشكايات قليلة، لكنّ المال يضرب في الصميم الأخلاق"، وحين سألتْ هسبريس بنعبد الله عنْ دور الحكومة لمنْع استعمال المال بشكل غير قانوني في الانتخابات، قال بنعبد الله: "الحكومة آش غادّير، الأحزاب تقول إنها تقدم تلك الأموال لمرشحين لإقامة الحملة الانتخابية، ولكن هذه أموال قبلية لاستمالة المرشحين، وهذا تلاعب بالقانون". وعلّق بنعبد الله آمالا عريضة على الناخبين المغاربة لإمالة الكفّة لصالح المشرحين النزهاء، وقال إنَّ التجديد الذي يطمحُ المغاربة أن يتحقّق بعد الانتخابات القادمة سيتمّ "إذا صوّتَ المغاربة للناس ديال المعقول، والمناضلين الذين لهم القدرة على تجسيد التغيير على أرض الواقع، ونحنُ قدّمنا هؤلاء المرشحين لخوض غمار الانتخابات، أمّا إذا أحجم الناخبون عن المساهمة، أو يصوّتون بقوّة المال، سيعودُ الفاسدون إلى مواقعهم"، وتابع: "إذا قرر الشباب المغربي التصويت لمن سيجسّد المعقول سنسير في الاتجاه الصحيح". وبخصوص ما إنْ كانتْ عملية الاقتراع ستتمّ في أجواءٍ نزيهة، قالَ بنعبد الله إنّ سؤالَ نزاهة وشفافية العملية الانتخابية حسمه المغرب منذ مدّة، ولا ينبغي أن يُطرح، وردّا على المخاوفِ التي أبْدتْه عدد من الأحزاب السياسية من ألّا تكون الانتخابات القادمة نزيهة، قال بنعبد الله: "كلّ ما في الأمر أنَّ شي أحزاب خايْفين ممّا ستحمله صناديق الاقتراع، ومنذ الآن يُحضّرون التبريرات للفشل"، وأضاف، في ما مضى، كنا نسجّل شكاوى كل اليوم، الآن لم يعد هذا قائما. ويبْدو أنَّ تكرارَ سيناريو الانتخابات الجماعية لسنة 2009، والتي حصد فيها حزب الأصالة والمعاصرة أغلب المقاعد لم يعد قائما. بنعبد الله، الذي وصف تلك الانتخابات ب"المهزلة الحقيقية"، قال إنّ هناك فرقا كبيرا بيْن 2009 و 2015، "وهذا يُحسب للحكومة الحالية التي نساهمُ في تحالفها"، مشيرا إلى أنّ إقدام وزارة الداخلية على إبعاد أزيد من 200 عون سلطة خلال الأيام الأخيرة، "يجعلنا لا نشكّ في نزاهة الانتخابات". وتبقى النقطة الوحيدة التي تثير قلق بنعبد الله هو إنفاق أحزاب سياسية لأموال طائلة "قبْليّة" لاستمالة المرشحين، متسائلا: "بعض هذه الأموالِ مستخلص من الدعم الذي يتقدمه الدولة، ولكن المبالغ الأخر منين جات؟" وتابع: "هناك من يسعى إلى الفوز بالانتخابات بكل الوسائل، وعلى الشعب أن يميز بين من يسعى إلى خدمة الصالح العام، وبين من أن يحتل مواقع القرار لغرض في نفس يعقوب. الشباب الذي ننتظر أن يصوت بقوة، هو الذي يمكنه أن يغلّب الكفة، وتغيير هذا المنكر، لفائدة الناس ديال المعقول".