توجه الرئيس المصري حسني مبارك بخطاب للشعب، ليل الجمعة، مؤكدا استمراره في الإمساك بمقاليد الحكم التي تسلمها منذ ما ينيف عن 30 سنة/ خلفا لسابقه أنور السادات، كما أعلن ضمن ذات الخطاب بأنه يمارس اختصاصاته الدستورية التي جعلته مصريا يتحمل قيادة دولة عظمى من حجم مصر.. هذا قبل أن ينقل بأنه قد أعطى تعليماته للحكومة بالاستقالة وأن حكومة جديدة سيعلن عنها غدا لتتلقى توجيهاته. وبرز الرئيس حسني مبارك في حلة مرهقة وهو يقرأ خطابه المكتوب بنبرة حادة، وقال بأن مستقبل مصر لا يمكن بتاتا أن يصنع عبر أعمال الحرق والنهب أو الفوضى التي شهدته المظاهرات.. على حد تعبيره.. معلنا أيضا اصطفافه لجانب فقراء الوطن المطالبين بإصلاحات اقتصادية وكذا "المزيد" من الديموقراطية بعموم مجالات الحياة بالبلاد.
وكان خطاب الرئيس المصري قد مُهّد له بمؤشرات عن سقوط وهمي لنظام مبارك، خصوصا بعد تعليق ثلة من الرحلات الجوية من ميناء القاهرة الدولي وانتشار الحرس الجمهوري حوله لتأمين فضاءاته، كما ووكبت هذه المؤشرات بإعلان قنوات تلفزية ومجموعات فايسبوك عن مغادرة أسرة الرئيس للبلاد على متن رحلة خاصة حملت أثناءها أعداد كبيرة من الحقائب المضمنة متعلقات شخصية.. كما نقل بأنّ ثلة من كبار الشخصيات النافذة بمصر على مغادرة القاهرة صوب وجهات مختلفة استخدمت في ضمانها طائرات خاصة.. وهو ما أقدمت على نفيه وكالة الأنباء الرسمية.
كما أحال على ذات السقوط الزائق ما شهده نزول الجيش المصري إلى الشوارع وعمده إلى الامتناع عن إطلاق الرصاص مع تركيزه لجهوده على فرض السيطرة على المباني الحكومية والتشريعية ونظيرتها الخاصة بالتمثيليات الدبلوماسية المختلفة.. هذا قبل أن تعلن التلفزيونات الرسمية المصرية عن منارة جديدة بتنصيصها على أنّ رئيس مجلس الشعب سيعلن عن تحول مصيري بعد لحظات.. وذلك سويعة قبل إطلالة الرئيس المصري عبر الشاشة.
وضمن أولى ردود الفعل على خطاب الرئيس حسني مبارك خرج الشعب المصري في مسيرات احتجاجية مجدّدة بكافة شوارع الجمهورية، كما رصد ضباط جيش وهم يهدؤون من روع المستنكرين للمضامين التي وردت في خطاب الرئيس الرافض للتنحي.. ويبدو أن الساعات والأيام القادمة مستجدّات أعنف صوب شوارع مصر.