بدنو موعد الزيارة المرتقبة للملك محمد السادس إلى روسيا، أواخر السنة الجارية، أثارت منابر إعلامية روسية ملف بيع الغواصة الشهيرة "Amur 1650" للمغرب، من أجل تطوير قدرات جيش المملكة، وهو العرض الذي سبق الحديث عنه منذ سنة 2013، دون أن يهتدي الطرفان إلى إنهاء الصفقة العسكرية. وكانت روسيا قد أعلنت عن عرضها بيع ذات الغواصة البحرية للمغرب، على لسان فيكتور كوماردان، الرئيس المساعد لوكالة "روزو بورونيكسبور"، وذلك أسبوعا واحدا بعد زيارة وزير الخارجية السابق، سعد الدين العثماني، للديار الروسية في 28 يونيو من سنة 2013. وتمتلك الغواصة الروسية، التي يناهز سعرها التنافسي 330 مليون دولار، أي حوالي 2.9 مليار درهم، مميزات عسكرية تعتبر من ثمار الصناعة العسكرية لبلاد الكرملين، حيث تستطيع حمل صواريخ مضادة للسفن البحرية، كما أنه بإمكانها مهاجمة أهداف أرضية، ما يجعلها آلة عسكرية متطورة متعددة الغايات. مصدر من منتدى القوات المسلحة الملكية المغربية أكد لجريدة هسبريس أن قصة الغواصة الروسية هي مجرد تكهنات للإعلام الروسي منذ مدة، وإنْ كانت هناك رغبة من طرف أعلى سلطة في البلاد من أجل الحصول على غواصات بحرية، على المدى المتوسط والبعيد. وأفاد عضو المنتدى، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بأن غواصة "Amur 1650 هي من الجيل الجديد من الغواصات الروسية المعدة للتصدير بتكنولوجيا جديدة تجعل منها غواصة "شبح" أكثر صمتا من الغواصة الروسية "كيلو" التي اجتاحت العالم، وتمتلك الجزائر 4 غواصات منها، وستحصل على اثنتين أيضا. وأوضح الخبير المطلع ذاته بأن الغواصة الروسية المعروضة على المغرب تبقى مع كل ما يقدمه المصنع من مميزات وخدمات غير جاهزة لإغراء المغرب على أرض الواقع، فتكنولوجيا نظام التحريك لم يتم قبولها من طرف البحرية الروسية لحد الآن، نظرا للمشاكل التي تعرفها. واستطرد المصدر بأن المغرب بحاجة لسلاح الغواصات لرضع خطر الغواصات القادم من إسبانيا والجزائر خاصة، وهو سلاح ردع نفسي ذو أهمية قصوى تجعل أي دولة أو أي طرف يخطط لأن يعتدي على مياه المملكة يفكر أكثر من مرة قبل الإقدام على خطوته ضد البلاد". وجوابا على سؤال يتعلق بمدى إقدام المغرب على خطوة مماثلة، أكد عضو مندى القوات المسلحة بأنلا يعتقد ذلك، لأن هناك أوراش مهمة لازالت موقوفة لغياب الموارد المالية، أهمها المروحيات المضادة للغواصات التي يجب أن تضاف لتسليح الفرقاطات الأربعة التي تم شراؤها حديثا، وكذا شراء سفن نقل ودعم لوجيستيكي، والخصاص الذي يعرفه أسطول الدوريات البحرية". وخلص المتحدث إلى أن "موضوع صفقة الغواصات مع أهميتها العسكرية الإستراتيجية للمملكة تبقى مستبعدة حاليا، وإن كانت موضوعة على طاولة النقاش، فالروس سيكونون آخر من سيلجأ إليهم المغرب، فتسليح البحرية الملكية وسلسلة القيادة والتواصل فيها غربية بامتياز" وفق تعبيره.