اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص، بافتتاح "قناة السويسالجديدة" بحضور عربي ودولي كبيرين، وأيضا بتطورات القضية الفلسطينية. ففي مصر، غطى خبر افتتاح القناة الجديدة على ما سواه، حيث أفردت كل الصحف أغلب صفحاتها للحديث عن هذا المشروع الذي يحتفل به المصريون اليوم ب"اعتباره أحد أهم وأكبر إنجاز يتحقق منذ مدة طويلة وفي وقت قياسي (سنة واحدة)". وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها بعنوان "اليوم .. مصر تكتب التاريخ"، إن المصريين "يصنعون تاريخا جديدا بافتتاح قناة السويسالجديدة ولسان حالهم يقول للعالم كله إن مصر القوية المستقرة تعود بكل نشاط إلى ممارسة دورها القيادي". واعتبرت أن مصر "حققت بهذا الانجاز أحد أهم انجازاتها الكبرى على طريق إقامة الدولة القوية الحديثة والتقدمية التي نادي بها الشعب في ثورتي 25 يناير و30 يونيو"، مشيرة إلى أن افتتاح هذه القناة "تأكيد على أن الدولة التي يريدها المصريون لا تقوم على الشعارات بل على العمل الجاد المخلص المخطط له علميا المتوفر له كل أسباب النجاح في كل المجالات". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الأخبار)، في عمود لأحد كتابها، أن "مصر وبافتتاحها لهذا الشريان الملاحي الدولي، الذي يمثل اضافة هامة لطرق وممرات وخطوط الملاحة العالمية، توجه رسالة للعالم كله شرقه وغربه، تؤكد فيها على عودتها القوية لممارسة دورها المهم والتاريخي اقليميا ودوليا". واعتبرت أن "ما تم إنجازه وهو ضخم وهائل هو بمثابة الاعلان عن عودة مصر إلى ما كانت عليه من قدرة وكفاءة على العمل والانجاز بعد ان استفاقت من غفوتها التي طالت واستعادت نشاطها". أما صحيفة (الوفد) فكتبت، في مقال بصدر صفحتها الأولى بعنوان "المعجزة المصرية"، أن هذا اليوم هو "عيد لكل المصريين ويوم الفخر بالإنجاز الذي تحقق"، مشيدة ب"القيادة التي أشرفت على المشروع ومساهمة المصريين في تمويله وتشييده وتحويله من حلم إلى حقيقة". وقالت إن هذه "القناة تعد شريانا جديدا يسري في جسد الحاضر ممتدا إلى قلب المستقبل ليبني حياة أفضل لمصر والإنسانية جمعاء". وفي الإمارات، سلطت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، الضوء على الشراكة التاريخية القائمة بين الإمارات ومصر، والتي تتجلى في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأوضحت الافتتاحية أن الإمارات تقف إلى جانب مصر "لأنها تدرك أن استقرار مصر وتنمية مصر، دعم لكل العالم العربي"، مشددة على أن الإمارات تدرك دوما أن "دعم مصر أمر مهم جدا، لأن عقيدة الإمارات السياسية لا تسمح بالسكوت على أي محاولة لاختطاف هذا البلد العربي، ولا تسليمه للمجهول، وأخذه إلى الظلمات". وعلى صعيد آخر، أكدت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها، أن دولة الامارات العربية المتحدة، تسعى من خلال الانتخابات التشريعية التي تشهدها في الشهور القليلة المقبلة، إلى تطوير تجربتها البرلمانية، وأن "تكون ديمقراطيتها التي تناسبها كدولة وشعب"، مشددا على أهمية العنصر البشري في هذا المجال. وأبرز كاتب المقال، في هذا السياق، أن "وجود أعضاء فاعلين (البرلمانيين) مهم جدا وضروري، خصوصا في هذه المراحل"، مشددا من جهة أخرى على المسؤولية التي يضطلع بها الناخبون في اختيار المرشح الأنسب. أما صحيفة (الخليج) فتطرقت، في افتتاحيتها، إلى أنه "بعد أربع سنوات ونصف السنة، على بدء الأزمة السورية، تجد الأطراف الإقليمية والدولية المتورطة فيها، أنه آن أوان البحث عن حل لها، بعدما تحولت إلى كتلة لهب متدحرجة، يزداد لهيبها، ويشتد خطرها". وأوضحت أنه يتعين الوصول إلى حل بعد أن وصل الجميع "إلى حائط مسدود، وتزايد مخاطر الإرهاب بشكل غير مسبوق، ليس على المنطقة، فحسب، وإنما على العالم أيضا". وأكدت الصحيفة أن الاجتماعات، التي عقدت في الرياض والدوحة قبل أيام بمشاركة وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، سعت، في هذا الصدد، إلى فتح ثغرة في الجدار السوري السميك. و في قطر، انصب اهتمام الصحف على التطورات التي يشهدها الوضع في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، حيث طالبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، المجتمع الدولي بأن ينظر الى التحذير الذي أطلقته وكالة "الأونروا" بخصوص نقص التمويل والعجز المالي الذي تعاني منه الوكالة والبالغ 101 مليون دولار "بجدية والعمل للحيلولة دون توقف خدمات الوكالة في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ومعسكرات اللجوء بحلول منتصف الشهر الحالي". إن الصرخة التي أطلقتها وكالة الأونروا، تكتب الصحيفة، "ليست تحذيرية فقط، وإنما تمثل قمة المأساة اللاإنسانية التي تواجه الشعب الفلسطيني، خاصة في معسكرات اللاجئين وفي قطاع غزة"، مضيفة أن هذه الصرخة "مثلما هي رسالة تحذيرية، فهي أيضا فضيحة دولية تعكس مدى الاستهتار والاستخفاف الدولي تجاه القضية الفلسطينية برمتها (..) ولذلك فإن المطلوب عربيا الالتفات إلى هذا الواقع باعتبار أن وجود (الأونروا) نفسها أصبح في المحك رغم دورها المحوري في توفير الخدمات للاجئين الفلسطينيين". وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن المشهد الراهن في فلسطين "لا تزال تشوبه التوترات بسبب تمادي إسرائيل في تعنتها واستمرارها بالانتهاكات والجرائم المتوالية بحق الفلسطينيين، وهي في ذلك تستغل غياب الضغوط الكافية من قبل مؤسسات الشرعية الدولية، بما يجبرها على وقف تلك الانتهاكات والجرائم". واستطردت الصحيفة قائلة "إننا حين ننظر إلى ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي حاليا من انتهاكات وجرائم عديدة، تشكل جرائم ضد الإنسانية، نجد أن هناك غيابا ملحوظا للمواقف الإقليمية والدولية، التي من شأنها الانتصار للحق الفلسطيني المشروع" .