انقسمت قبيلة المعلقين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي إزاء القبل التي انهالت على العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لدى وصوله يوم الأحد الماضي إلى مطار طنجة، ليقضي عطلة خاصة في عروس الشمال، إلى فريقين ، الأول استهجن "البوسان" الذي طال كتف ويد ملك السعودية، والثاني اعتبر ذلك تقديرا للشخص وعادة مغربية صرفة. وكان العاهل السعودي قد غادر شاطئ الريفييرا بفرنسا، بعد أن قضى هناك 8 أيام أثارت جدلا بسبب احتجاج سكان المنطقة على إجراءات التأمين حول القصر الذي يملكه في بلدة "فالوريس"، فيما أطلق سياسيون عريضة احتجاج جمعت 150 ألف توقيع، كان من المقرر تسليمها اليوم إلى الشرطة. وآثر العاهل السعودي استكمال عطلته الخاصة في طنجة، حيث استقبله رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بقُبل على كتف وساعِدَيه، فيما كان لافتا "ركوع" عبد السلام شقور، أحد أثرياء طنجة ومحافظ قصر ملك السعودية بالمدينة، ومالك فندق "ميراج" الشهير الذي يقع على شاطئ أشقار، لتقبيل يد "حاكم الرياض". تقبيل بنكيران لكتف ملك السعودية اعتبره معلقون ونشطاء فيسبوكيون "ذلا ومهانة"، وقال أبو سلمى "أن نرحب بضيف المغرب فهو واجب، وأن نقدم له التمر والحليب فهذا تقليد مغربي أصيل، ولكن ألا يفرق بنكيران بين صفته الشخصية وصفته كرئيس للحكومة، فهذا قمة البؤس، وإمعان في الحط من كرامة المغاربة". وأورد الناشط، سعيد رحيم، بأنه "من حق بنكيران أن يستقبل سيده ملك السعودية مقبلا كتفه أو راكعا أو زاحفا أو ساجداً، لأنه من رضع ثدي الاستبداد يستحيل أن يتصرف كرئيس حكومة بكل ما يقتضيه البروتوكول والكرامة"، بينما سجل آخر بأنه "ليس من حق بنكيران كممثل للملك في استقبال عاهل السعودية أن يقبل كتف هذا الأخير". وتساءل معلق آخر بالقول "كيف يجرؤ رئيس الحكومة المغربية أن يقبل كتفي زعيم دولة مهما علا شأنه"، مضيفا أن "هذا التصرف مرغ شرف المغاربة في الوحل"، وفق تعبيره، فيما أورد ناشط آخر "المغاربة أسياد العالم في النخوة والكرامة، وموقف رئيس الحكومة لا يمثلنا" وفق تعبيره. وفي الضفة المقابلة أفاد معلقون بأن "لكل بلاد ثقافتها وعادتها، ومن عادة المغاربة تقبيل يد الشخص الكبير، وبأن بنكيران قبل ملك السعودية من باب الاحترام والتقدير، وليس لدواع أخرى، باعتبار أنه في مثل عمر والده، وبأنه من اللياقة تبجيل زعيم دولة ما فتئت تقف مع المغرب في السراء والضراء". وبشأن "بوسان" يد سلطان الديار السعودية، الذي أقدم عليه المليونير الطنجاوي، فقد أثار امتعاض الكثيرين ممن اعتبروه تصرفا غير لائق، لأنه ليس مجبرا على ذلك التصرف الذي وصفه الكثيرون بالمهين، فضلا عن كون ملك السعودية السابق قد أمر بحظر تقبيل يد الملك. وقال معلق إنه "إذا كان البعض في المغرب يناقش إلغاء بعض الطقوس، من قبيل تقبيل يد الملك، فإن المشكلة تبدو أكبر من ذلك، فالبعض هنا أصبح متعودا على تقبيل أيادي الملوك، فلو تم إلغاء الطقوس المتعلقة بملك المغرب، لا نعرف يد من سيقبلون"، قبل أن يضيف "الله يسترنا من داء "تابواست". وتعلق الباحثة في علم الاجتماع، ابتسام العوفير، على هذا الجدل الذي أثاره تقبيل الأطراف العليا لملك السعودية، بأنه لا يمكن الجزم بتقبيل رئيس الحكومة لكتف ملك السعودية بأن تصرف ينم عن ذل ومهانة"، فهو تصرف شخصي قد يكون دافعه التبجيل لملك بلد صديق وحليف للمملكة". ولدعم رأيها، أشارت العوفير إلى مشهد انحناء سفير الكوت ديفوار بالرباط، قبل أشهر خلت، لتقبيل يد الملك محمد السادس، وهو يستقبله في المطار إلى جانب الرئيس الإيفواري، قبل أن يسحب العاهل المغربي يده سريعا، مبرزة أنه لا يمكن التحكم في تصرفات الأشخاص في لحظات خاصة من قبيل استقبال شخصية لها كاريزمية، أو تمثل هالة معينة.