الغيُوم التي تلبدُ سماء علاقات الرباط ونواكشُوط لا تبدُو مقبلةً على التبدّد، فبعد أيَّام من استقبال الرئيس الموريتانِي، محمد ولد عبد العزيز، ل"مسؤُول الخارجيَّة" في جبهة البُوليساريُو، محمد سالم ولد السَّالك، بقصره الرئاسي، نشر منبرٌ موريتاني مؤشرًا جديدًا على التوتر غير المعلن بين المغرب وموريتانيا. موقع "السَّاحة" الموريتاني كتبَ ما اعتبرهُ انحسارًا لدور السفارة المغربيَّة في نواكشُوط، التي كانت لها صولاتٌ وجولاتٌ فيما مضى، في حين لم يعد ليؤمهَا مسؤُولون كبار اليوم، مستشهدا بما حصل في التعامل مع احتفالات عيد العرش التي أقامتها ذات التمثيلية الدبلوماسية دون أن تشهد إقبالًا كبيرًا. المصدر نفسه أورد أنَّ وزيرة الخارجيَّة الموريتاني لم تحضر احتفالات الذكرى السادسَة عشرة لاعتلاء الملك محمد السَّادس العرش، وأضاف أن التخلف عن الموعد كان مقاطعة أكثر منه تغيبًا، وذلك بالنظر إلى اكتفاء الدولة الموريتانية بإرسال المندوبة المكلفة بالمهاجرين في الخارج لحضور الاحتفالية. ووفقًا ل"الساحة" فإنَّ ديبلوماسيَّة المغرب بموريتانيا صارت تستشعرُ تراجع نفوذها لفائدة سفارات أخرى، موازاةً مع تراجع النفوذ الإعلامِي.. حتى أنها صارت تكتفِي بمتابعة أنشطة السفير الأمريكي بحسب مصادر لم تجر تسميتها على متن ذات المنبر الصحفي. إحجامُ وزيرة الخارجيَّة الموريتانيَّة عن حضور احتفالات السفارة المغربية بعيد العرش تضاف لاستقبال مسؤُول بتنظيم مناوئ للمغرب من لدن الرئيس الموريتاني مؤخرًا، وتوازي تشكيل مجمُوعة برلمانيَّة، قبل فترة، بالمؤسسة التشريعية الموريتانيَّة لدعم أطروحة البُوليساريُو.. وكلها عوامل تتظافرُ لترسخ معطَى الأزمة غير المعلنة، والسارية منذُ عدَّة سنوات، بين البلدين الجارين.