بادرت السلطات الموريتانيَّة إلى طرد المستشار الأوَّل في السفارة الجزائريَّة بنواكشُوط، بلقاسم الشرواطِي، على إثر ضلوعه في نشر مقال في صحيفة موريتانيَّة، تحدث عنْ تقدم موريتانيا بشكاية لدى الأمم المتحدَة ممَّا اعتبار "إغراقًا" من المغرب لجارته الجنوبيَّة بالمخدرات". ووفقًا لمصادر إعلاميَّة، فإنَّ الديبلوماسي الجزائري غادر نواكشوط صوب بلاده، بعد انزعاج مسؤُولي نواكشوط منْ محاولته تسميم علاقات موريتانيا الخارجيَّة مع المغرب، إثر انقشاع ما كانَ قدْ لبَّدهَا من غيوم خلال السنوات الأخيرة. في غضون ذلك، كان قدْ جرى الاستماع، بداية الأسبوع الجارِي، إلى الصحافي الموريتاني إبراهيم ولدْ مولاي أحمد، مدير نشر جريدة البيان الموريتانيَّة، لتبين ما إذَا كان الديبلوماسي الجزائري وراء إمداده برواية الخبر، سيما أنَّ الشرواطِي سبقَ لهُ أنْ زار مقرَّ الصحيفة. ورأت صحف موريتانيَّة في قرار استدعاء الصحفي الموريتانِي والاستماع إليه في إدارة الأمن بنواكشُوك، مؤشرًا على حرص على عدم المساس بعلاقاتها مع المغرب، فيما عنونتْ أخرى بأنَّ عودة صارتْ حاصلة في البلاد إلى ما وصف ب"الحضن المغربِي". حصُول انفراج في العلاقات المغربيَّة الموريتانيَّة، كان قدْ تبدَّى مع استقبال الرئيس الموريتانِي، محمد ولد عبد العزيز، وزير الخارجيَّة والتعاون المغربي، صلاح الدِّين مزوار، في أكتوبر الماضي، موازاة مع زيارة أخرى للرفع منْ التنسيق الأمنِي، في خضم الاضطراب الذِي تعرفه المنطقة، بعقد اجتماع رفيع المستوى بين وزير الداخليَّة المغربي ونظيره الموريتانِي في الشهر نفسه. من جانبها، آثرت الأوساط الجزائريَّة لزُوم الصمت حيال القرار الذِي لمْ يجر تداوله في صحافة البلاد، بعدما ظلَّ تحسن علاقة نواكشوط بكلٍّ منْ الرباط والجزائر، مؤشرًا على اتجاهها لتسُوء مع أحدٍ منهُمَا. حيثُ كانتْ زيارات قياديِّين انفصاليِّين قدْ توالتْ إلى نواكشُوط أيَّام الخلاف المغربي المُوريتانِي غير المعلن. وبحسب "الأخبار أنفو" الموريتانية" فإنَّ زيارة رئيس الحزب الموريتاني الحاكم إلى المغرب، ولقاءاته في المملكة رامت تعبيد طريق العودة، وكذا توقيع اتفاق بين مجموعة انواكشوط الحضرية، وجماعة طنجة الحضرية، يتضمن تعاونا في مختلف المجالات التنموية، وقد روفق بتدشين ساحة في قبل المدينة المطلة على أوربا تحت اسم "ساحة انواكشوط". وعرجت الصحيفة نفسها على مسار العلاقات "المتقلب" بين البلدين، منذُ وصول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إلى للحكم في عام 2008، وبداياتها المتينة، قبل أنْ تشهد ترديًا بلغ درجة طرد مدير وكالة المغرب العربي للأنباء عبد الحفيظ البقالي نهاية العام 2011، من نواكشُوط.