حسمُ الانتخاباتِ الرئاسيَّة في موريتانيا قبلَ أوانها، وخلافةِ الرئيس، محمد ولد عبد العزيز، نفسه بفارقٍ كبير مع منافسيه، لمْ يمنع البوليساريُو من إبداء ارتياحهَا لما آلتْ إليه النتائج، حيثُ سارعت قيادة البوليساريُو، عبر محمد عبد العزيز، إلى البعثِ بتهنئةٍ، تبعثُ بأكثر من رسالةٍ حول التقارب القائم منذ مدة، بين نواكشوط وانفصاليِّي تندُوف. تهنئةُ البوليساريُو إلى الرئيس الموريتانِي، محمد ولد عبد العزيز، على إثر فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت، في الحادي والعشرين من يونيو الجارِي، أوردتْ أنَّ الجبهة مرتاحة للمستوى الحالي للعلاقات بين البوليساريو وموريتانيا، مع إبداءِ طموحٍ إلى تطويرها، في المستقبل، سيما أنَّ الرئيس الموريتانِي، كان قدْ بادر، في الآونة الأخيرة، إلى استقبال، مسئول البوليساريُو للتنسيق مع المينورسو، محمد خداد، بالقصر الرئاسي في نواكشوط. الجبهة "المنتشية" بعطف نواكشوط عليها منذُ مدَّة، سارتْ إلى وصفِ الانتخابات الرئاسية في موريتانيا بالشفافة التي جرتْ في أجواء سليمة، تمكن فيها المرشحُون من بسطِ أفكارهم وبرامجهم، وسط حريَّة وهدوء. معلقةً أملها على أنْ تضطلع موريتانيا بدورها الإقليمي، في إرساء الأمن بالمنطقة. ويأتِي ارتياحُ البوليساريُو مع إعادة انتخاب الرئيس محمد ولد عبد العزيز، ب81.89 في المائة من الأصوات، في ظلِّ جثوم أزمةٍ صامتة بين الرباطونواكشوط، منذ مدة، حيثُ إنَّ التمثيليَّة الديبوماسية لموريتانيا لدى الرباط، لا تزالُ بدون سفير، حتى اللحظة مكتفيَة بالقائم بأعمال السفارة، كما أنَّ مسئولِي البوليساريُو، صارُوا يترددُون بين الفينة والأخرى على البوليساريُو، لمْ يكن آخرهم محمد خداد. وإبان الرئاسيات الموريتانيَّة، كان وفدٌ من البوليساريُو قدْ شاركَ بصفته مراقبًا للعمليَّة الانتخابات، ضمن وفود الاتحاد الإفريقي شأن وفود دول أخرى، كان من بينها المغرب، الذي مضى منه، إلى نواكشوط، الوزير السابق، محمد أوجار، على رأس الوفد. من جانبه، كان الرئيس الموريتانِي، كانَ قدْ نفى في وقتٍ سابق، أنْ يكون هناك أيُّ خلافٍ بين الرباطونواكشوط، قائلًا إنَّ ما يثارُ حول وجود أزمة ديبلوماسيَّة لا يعدُو كونه افتراءاتٍ منْ محض الخيال الصحافِي. الرئيسُ الموريتانِي، كانَ قدْ اعتبر اكتفاء بلاده بقائم أعمال عوض سفير، مسألة إداريَّة صرفة، لا مؤشرًا على وجود أزمة، ذاهبًا إلى أنَّ سفاراتٍ كثيرة لموريتانيا بالخارج لا يوجدُ بها سفير، في الوقت الذِي توجدُ فيه علاقات الرباطوموريتانيا، بوضعٍ جد طبيعي، حسب قوله، أيَّام الولاية الأولى، فيما لا يعرف ما إذَا كانت ستنحُو نحو انفراج، مع الولاية الثانية لعبد العزيز، والأخيرة كما يقرُّ ذلك، الدستور الموريتانِي.