ما يزال مطلب النائبة البرلمانية نزهة الصقلي، الوزيرة السابقة وممثلة الأمة عن حزب التقدم والاشتراكية، في حث أئمة المساجد على نشر ثقافة المساواة وحرية اللباس تثير المزيد من الجدل، حيث خرج الناشط السلفي عبد الحميد أبو النعيم ليصف فيه أصحاب ذات المطالب ب"البغاء" وفق تعبيره الوارد بتسجيل فيديو عمّمه على الأنترنيت. أبو النعيم، الذي بدا بلحية حمراء قانية في أول ظهور له بعد إقرار القضاء إدانته بشهر واحد سجنا، مع إيقاف التنفيذ، وغرامة بقيمة 500 درهم جراء تعرضه لشخصيات وهيئات بنعوت الردة والتكفير، هاجم دعوة الصقلي بقوله "الذين تفوح منهم الروائح الكريهة يريدون إدخال النجاسة إلى بيوت الله وينادون الوزارة الوصية بفسح المجال لعري النساء من داخل المساجد" وفق ما صدر عنه. وفيما تسائل أبو النعيم عن مدى استجابة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي وصفها ب"الوزارة العمياء البكماء التي جمعت كل بلاء"، أضاف: "المساجد التي كانوا يقولون بألا دخل لها بأمور الدنيا.. الآن يريدونها أداة لخدمة العلمانية"، متسائلا أيضا بلهجة حادة: "هل ستصبح خطب الجمعة والمواعظ وعلماء السوء يؤصلون للعري والزنا والفساد والويل داخل المساجد؟". وأشار أبو النعيم إلى أن عددا من الناشطات المغربيات طالبن من قبل بتعيين امرأة خطيبة، وإقرار الصلاة المختلطة في المساجد، معتبرا أن تلك المطالب "وسائل لتدنيس المكان الطاهر"، قبل أن يعرج على وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي قال إنه "أدخل التلفزة ولْكَمَانْجَة إلى المساجد لإتلاف العقول"، فيما أورد أن "هذا الواقع يؤشر على خطة علمانية" وفق منظوره. ودعا ذات السلفي، الذي أطلق هجوماته من أمام كاميرا توثق لما يقوله، إلى تغيير المشرفين على وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ب"الصالحين المصلحين.. بدل المبدلين المغيرين".. مستنكرا "صمت علماء الإسلام الرهيب أمام التأصيل الكاذب واتهام أهل الحق، وقضاة الجور وخطباء الفتنة، وصحافة الدياثة وبغايا السِّيرك". كما تابع الناشط السلفي، المثير للجدل بمواقفه الصدامية التي أدين على إثرها بحكم قضائي نهائيّ قبيل أيام، بتأكيده على أن "تلك الفئة من النشاطات خربوا الجامعات واﻷسواق والطرق.. وهاهم يريدون تدنيس بيوت الله"، مشيرا إلى أنهن "لا يدافعن عن حق ارتداء الحجاب، في معرض حديثهن عن حرية المرأة..". أبو النعيم برز قائلا أيضا إن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة "لن تحرك ساكنا ﻷنها في حماية العلمانية" على حد ما أورد، متهما إياها ب"منع الخطباء ومنع كلمة الحق وتكبيل العلماء عن أداء واجبهم"، إلى أن هاجم من قال إنهم "بنو علمان"، كونهم "اغتاظوا لما رأوا المساجد امتلأت في رمضان والمصليات في العيد بالتكبير.. فهاجوا وماجوا" وفق تقييمه.