يزور الشيخ بيد الله الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس مجلس المستشارين مدينة طاطا اليوم الاثنين، ويُجهل الهدف الحقيقي لزيارة بيد الله بعد أن تداول مستشارون جماعيون تلقيهم لدعوات عبر الهاتف لحضور المؤتمر التأسيسي لحزب الجرار بإقليم طاطا، في الوقت الذي أكد رؤساء جماعات بالإقليم أنهم اُخبروا أن الأمر يتعلق باجتماع لطرح المشاكل التي يعاني منها سكان إقليم طاطا. وقالت مصادر خاصة ل"هسبريس" إن المنسق الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة والذي يعمل موظفا بعمالة طاطا شوهد وهو يعبأ للاجتماع المذكور بمقر العمالة، ولم تستبعد مصادرنا أن يكون الموظف المذكور يمارس ضغوطا على رؤساء بعض الجماعات من أجل الالتحاق بحزب الجرار مستغلا مهمته كرئيس لأحد الأقسام.
ويرى مهتمون بالشأن السياسي أن تحركات بيد الله في المنطقة تهدف إلى الاستعداد المبكر لانتخابات 2012 والتي يراهن فيها الأصالة والمعاصرة على حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد البرلمانية، كما يقول المهتمون إن استهداف المناطق البعيدة كإقليم طاطا من شأنه أن يساعد حزب الجرار على الظفر بمقاعد دون عناء ودون أموال كثيرة.
وتعتبر زيارة بيد الله الأولى من نوعها لطاطا بعد انتخابه مستشارا برلمانيا سنة 2009 ممثلا لجهة كلميمالسمارة التي ينتمي إليها طاطا، وكان لمستشاري هذا الإقليم الدور الكبير في التحاقه بمجلس المستشارين، بعد أن صوت له أزيد من 100 مستشار مقابل 7 آلاف درهم حسب ما صرح به مستشارون جماعيون لصحف وطنية وقتها. كما أن بيد الله لم يكن ليصل إلى قبة مجلس المستشارين لولا تدخل جهات نافذة للضغط على أحد أكبر رؤوس الانتخابات بجهة كلميمالسمارة وإقناعه بالانسحاب من سباق 2009 لتجديد ثلث الغرفة الثانية بالبرلمان.
ولن ينس الشيخ بيد الله وفؤادعالي الهمة "الزعيم الروحي" لحزب الأصالة والمعاصرة أول زيارة لهما للمنطقة خلال حملة الانتخابات المذكورة، حيت عقدا لقاء انتخابيا حضره مستشارون ينتمون لحزب العدالة والتنمية أرغموا الهمة وصديقه على مغادرة مكان الاجتماع في إحراج وارتباك كبيرين دون إكمال باقي فقراته بعد مداخلة وصفت بالشديدة اللهجة لأحد مستشاري المصباح والذي وجه الكلام مباشرة لقياديي "البام" من أجل الانخراط الحقيقي في تخليق المشهد السياسي والابتعاد عن توزيع المال مقابل الحصول على أصوات المنتخِبين الكبار.