رفَضَ الأمين العامُّ لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، تحديدَ سقفٍ مُعيّنٍ بشأنِ عدد المقاعدِ التي يطمحُ حزبه للفوز بها في المجالس الجماعيّة خلال الانتخابات القادمة.. وعلى عكس شريكه في الحكومة، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بن عبد الله، الذي صرّح قبلَ أيّامٍ بأنّ حزبه يطمح إلى الفوز ب3000 مقعد جماعي، اكتفى بنكيران بالقول: "نحنُ نجتهد لنفوز بالانتخابات، ولكنّ هذا ليسَ ضروريّا، المهمّ أنْ نحصل على نصيبنا بما يضمن مساهمتنا في خدمة بَلدنا". وسيُغطّي حزب العدالة والتنمية، المتزعم للتحالف الحكومي الحالي، ما بين 70 إلى 80 في المائة من مجموع مقاعد الدوائر الانتخابية، أيْ ما يُمثّل حوالي 20 ألف مقعد انتخابي. ونفى الأمين العامَّ للPJD أنْ يَكونَ حزبُه قد "خضع لإملاءات" من جهاتٍ مُعيّنة لثنيْه عن تغطية جميع مقاعد الدوائر الانتخابية وعددها 27 ألف مقعد، وقال في ندوة صحافية لتقديم البرنامج الانتخابي لحزبه صباح اليوم بالرباط: "هذا الكلامُ لا أساسَ له ولا منطقَ، ولا أحدَ بمقدوره أنْ يُمليَ شيئا على حزبنا". واعتبرَ ابن كيران أنَّ عدم تغطية جميع الدوائر الانتخابية أمْلتْه "مُعطيات سياسيّة أخذت بعين الاعتبار"، لافتا إلى أنَّ تغطية ما بين 70 إلى 80 في المائة من المقاعد الجماعية يُمثلُّ تطوّرا ملحوظا، إذ لم يتعدّ عدد المقاعد التي ترشّح فيها الحزب خلال انتخابات سنة 2003 سوى 2500، وفي الانتخابات الجماعية الأخيرة سنة 2009 قدمَ الحزب 9000 مترشح، وتابع: "إذا قدّمْنا ما بيْن 70 و 80 في المائة من المرشحين فهذا أمر رائع". وبخصوص التحالفِ بيْن أحزاب الأغلبية الحالية خلال الاستحقاقات الانتخابية الجماعية القادمة قال بنكيران إنَّ الاتفاقَ الذي تمّ بيْن الأمناء العامّين لهذه التنظيمات الخمس، خلال اجتماعٍ عُقد ببيْت رئيس الحكومة خلال شهر رمضان الماضي، هوَ "الحفاظ على التحالفِ بطريقة منطقيّة لا إحراجَ فيها لأحد"، في إشارةٍ إلى عدم فرْض مبدأ التحالف، موضحا: "في انتخابات مجالس الجهات والمدن الكبرى يجبُ أن نتحالف، وفي المجالس الجماعية للمدن الصغرى والقرى سنمدّ يدَنا لمن يُريد أن يمُدّ لنا يده". وكانَ الأمين العامُّ لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بن عبد الله، قدْ قالَ بدوره، خلال ندوة تقديم البرنامج الانتخابي لحزبه، إنَّ الأحزاب المشكّلة للتحالف الحكومي ستتحالف في انتخابات المدن الكبرى والجهات، وقدْ ينفرط عقد هذه التحالفات في الجماعات الصغيرة "لأنّ هناك منطقا آخر يقتضي ذلك"، وعزّزَ عبد الإله بن كيران كلامَ زميله في الحكومة بالقول: "سنحاول الحفاظ على التحالفات مع أحزاب الأغلبية ما أمكن"، مؤكّدا أنّ النتائج "ستكون إيجابية بالنسبة للأحزاب الحكوميّة". وفي الوقتِ الذي تُطرح تساؤلات حوْل الضمانات التي ستوفّرها الحكومة لإجراء انتخاباتٍ نزيهةٍ، باعتبار أنّ رئيسَ الحكومة هو الذي سيُشرفُ على العملية الانتخابية، شبّه بنكيران الاستحقاقات القادمة بالزواج، قائلا: "عندما ينوي الرجل الزواج فهو ينطلق من قناعةِ أنّ الأمور ستمضي بسلام". وردّا على الشكوك التي سبق للأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، أنْ أبداها إزاء نزاهة الانتخابات القادمة، قالَ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية: "قولوا لي ما هو الشيء الذي لا يشكّك فيه شباط"، وزاد: "هناك توجّه من طرف الحكومة للتضييق على الفساد ومطاردته، لكن بطريقة غير فُرجويّة". وقالَ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إنّ البرنامج الانتخابيَّ لحزبه "بُنيَ بنوع من الصّدق الذي يصلُ إلى حدّ السذاجة، فعندما يأتي أيّ استحقاق نتوكّل على الله ونرتمي بكلّ سذاجة"، وبخصوص المرشحين الذين سيخوضون غمارَ الانتخابات باسم الحزب والذين قالَ رئيسُ منتدى أطر العدالة والتنمية، إدريس الأزمي، الذي قدّم تفاصيل البرنامج الانتخابي، إن اختيارهم تمّ "وفق مسطرة ديمقراطية داخلية، وعلى أساس معايير الكفاءة والنجاعة"، أوضح بنكيران: "ما غاديشْ نرْشحو الصحابة رضوان الله عليهم، ولكنْ مُرشحين تتوفّر فيهم شروط معيّنة، وحدٌّ أدنى من المعقول".