على غرارِ اليوم الأوّل والثاني لمهرجان "تيميتار.. علامات وثقافة"، واصلت الفضاءات الثلاث التي تحتضن فعّاليّات المهرجان بكلّ من ساحة الأمل، وساحة بيجاوان، ومسرح الهواء الطلق، خلال اليوم الثالث، استقطابَ أفواجٍ كبيرة من الجماهير. وتميّزَ اليومُ قبْل الأخير من المهرجان، والذي يُنتظر أنْ يُسْدَل الستار على سهراته مساء اليوم السبت، بحضورِ ألْوانٍ موسيقيّة أمازيغية وإفريقيّة وشرقية وموسيقى أمريكا اللاتينية، فضلا عن الموسيقى الشبابية من خلال الحفْل الذي أحياه مغنّي الراب توفيق حازب المعروف ب"البيغ". وانطلقتْ أولى سهرات اليوم الثالث من "تيميتار" على الإيقاعات الأمازيغية، بحفْل أحيَتْه مجموعة "أحواش ماخفامان" في ساحة الأمل، أمّا الحفل الثاني الذي رقَص فيه الجمهور على إيقاع الموسيقى الأمازيغية فأحيتْه مجموعتا "إكابرن" و"نجوم أشتوكن" على منصّة ساحة "بيجاوان" بمحاذاة الكورنيش. مغنّي الراب "البيغ" الذي غنّى في الساحة نفسها، جلَبَ حفله جمهورا كبيرا، اغلبه من الشباب، وعلى غرار باقي حفلات، استطاع "الدون بيغ"، الذي ادخَل كلمات أمازيغية على إحدى الأغاني التي أدّاها خلال الحفل، أنْ يوجّه جمهوره كما شاء، وكأنَّ له عصا سحريّة يتحكّم بها على عقول الحاضرين إلى حفْله. قبْل أداء أغنيته الأخيرة طلبَ "البيغ" من الجمهور "اللي عندو شي شرويطة ولا شي لعبة يخرّجها ويهزّها للسما"، فارتفعتْ في الهواء أشياء متنوّعة، من قُمصان وقبّعاتٍ وأعلام وطنية وأمازيغية، وخوذات، بيْنما لمْ يجدْ أحدُ المتفرّجين ما يرفعه سوى عكّازيْن طبّيّين. وفي مقابل "الصخب" الذي عاشتْ على إيقاعه ساحة بيجاوان، كانَ فضاء مسرح الهواء الطلق أكثر هدوءا، خصوصا مع الأغاني التي أدّاها الفنان ماريو لوسيو من الرأس الأخضر، والتي سافَر عبرها بجمهور أكادير إلى أعماقِ القارّة الإفريقية، وإنْ كانت الكلمات غير مفهومة لكوْنها كانت بالبرتغاليّة، إلّا أنَّ النغمات الموسيقيّة كانتْ جسرا للتواصل بين الفنان وجمهوره. ومن الجبل اللبناني، وفَد على مدينة أكادير صوْتٌ لبنانيُّ لهُ "سْتيل" خاصّ، وهو الفنان بشار مار خليفة"، ابن الفنان اللبناني المعروف مارسيل خليفة، الذي سبقَ له أنْ أحيا حفلا في المكان نفسه على الرّكح وسط مسرح الهواء الطلق بأكادير. ومع اقتراب إسدال الستار على الدورة الثانية عشرة لمهرجان "تيميتار.. علامات وثقافة"، تعرفُ مدينة الانبعاث توافُد أعدادٍ كبيرة من الجمهور، حيثُ بدت الطرق المؤدّية إلى ساحة الأمل، وهي أحد أكبر الفضاءات التي تحتضن سهرات المهرجان غاصّة بالغادين والرائحين، والشيء نفسه بالنسبة للمرّ المؤدّي من ساحة الأمل في اتجاه الكورنيش.