انطلقت فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان «تيميتار» في أكادير على إيقاع «كناوة أكادير»، في مزيج فني يتابعه، لأول مرة، جمهور مدينة أكادير، حيث افتتحت سهرات المهرجان في «ساحة الأمل» بعرض موسيقي أحيته فرقة «كناوة أكادير» وفرقة «باكاد سان نازير»، الفرنسية، وهي فرقة تستوحي إيقاعاتها وآلاتها من الفرق الأسكتلندية، والتي تعتمد أصلا على ثلاث آلات رئيسية: المزمار الاسكتلندي وآلة النفخ «البومبارد» وآلات الإيقاع. وقد أعطى هذا المزيج إيقاعات تتناغم مع الإيقاع «الكناوي»، مما أتحف الجمهور الحاضر والمتتبعين يكتشفون نوعا من التناغم بين موسيقى البحر الأبيض المتوسط والإيقاعات الإفريقية القديمة. أما في مسرح الهواء الطلق، فقد أطرب عبد الرحيم الصويري جمهوره بمَقاطعَ من الملحون بإيقاعات شعبية «هزّت» الجمهور الذي تتبع العرض الموسيقي، كما اغتنم الصويري الفرصة للدعوة إلى التصويت ب»نعم» على الدستور... كما شهدت مسرح الهواء الطلق تكريم إبداع «الرايسات»، حيث تم تكريم الرايسة نعيمة، المعروفة بنعيمة تيسلاتين، التي بدأت مسيرتها الفنية منذ سنة 1995 رفقة الرايس الحسين أرسموك والحسين أمراكشي، إضافة إلى تكريم الرايسة كبيرة، التي انطلقت مسيرتها الفنية سنة 2006، عندما احتلت المرتبة الثالثة في مسابقة الحاج بلعيد، حيث سجلت أول ألبوماتها سنة 2007، والذي يحمل عنوان «تابرات أومزوري»، وبعده ألبوم «تسانو تسانو»، وهي فنانة في بداية مشوارها الفني. وكانت إيقاعات الشعوب القديمة حاضرة في اليوم الأول من المهرجان، من خلال فرقة «رادجستان»، من أوزبكستان، التي قدمت مجموعة من الأغاني على إيقاع القانون والكمان الأوزبيكي، القريب في إيقاعاته من بعض الإيقاعات الشعبية المغربية. كما أن بعض مقامات نقرات «القانون» كانت عربية أصيلة تعود إلى الفترة الأندلسية. «رادجستان» فرقة موسيقية أنشأها في سنة 2005 مجموعة من الفنانين الموسيقيين المحترفين الذين يعشقون الطرب الأوزبيكي القديم، حيث جالت هذه الفرقة مجموعة من بقاع العالم، مروجة لهذه الموسيقى، التي لا تخلو من نبرات عالمية يطرب لها المتتبع، رغم حاجز اللغة، الذي ينهار أمام لغة الموسيقى الفصيحة. كما أحيت فرقة «لرياش» للموسيقى الأمازيغية بعض فقرات اليوم الأول، وهي فرقة نشأت في الأحياء الشعبية لمدينة أكادير. كما شارك في فعاليات الأول من مهرجان «تيميتار» كل من الفنان الشعبي سعيد الصنهاجي، الذي حجت إلى حفله أعداد كبيرة من الجماهير، إضافة إلى مشاركة الفنان يونس، أحد الفنانين الشباب الذي يغني «الراي»، والقادم من ستراسبورغ في فرنسا، حيث تركز أغاني هذا الشاب على الاغتراب كتيمة أساسية، إلى جانب أغاني الحب والحياة. وقد كان اليوم الأول من الدورة الثامنة لمهرجان «تيميتار»، «عاديا»، حيث لم يسجل في أي حدث يذكر، إلا محاولات بعض الطلبة المعطلين الدخول في شكل احتجاجي في «ساحة الأمل»، حيث أحضروا لافتاتهم، إلا أن هذا «الحادث» تم «طيّه» بسرعة، بعد أن استرجع المعطلون اللافتات التي صودرت منهم.