تسببت أعداد كبيرة من قناديل البحر في إفساد أوقات مصطافين قاصدين للسواحل الشمالية من البلاد، خاصة على مستوى الشريط المتوسطي الممتد بين مارتيل والفنيدق، والشواطئ القريبة من تطوان كالشماعلة وكابيلا، إضافة إلى فضاءات شاطئية بالحسيمة.. كما تعرض طفل في العاشرة من عمره لإصابة خطيرة على مستوى رجله حين لدغ بكيفية استدعت نقله إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان لتلقي العلاجات الضرورية. ولتفسير الظاهرة التي باتت تتكرر في السنوات الأخيرة بالشواطئ المتوسطية المغربية، وتفسد متعة الاستجمام، قال البروفسور محمد فخاوي، مدير معهد البحث العلمي بالرباط، إن قناديل البحر المعروفة ب "Les méduses" ، مخلوقات رخوية متفاوتة الأحجام وذات ألوان متعددة، وتعيش في المياه المالحة غالبا. وأكد البروفسور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ظهور القناديل بأعداد كبيرة على الشواطئ المغربية، خاصة منها المتوسطية، ناتج عن التغيرات المناخية العالمية وارتفاع درجات الحرارة واختلال الوسط الإيكولوجي البحري، والقضاء على مخلوقات بحرية تتغذى على القناديل، إلى جانب التغيرات المناخية الواقعة بالبحر الأبيض المتوسط الذي تصب فيه عدد من أحواض المياه العذبة القادمة إليه من الوديان والجبال، ما يجعل من هذه المناطق مكانا ملائما للتكاثر الكبير لهذه المخلوقات البحرية. من جهة أخرى، أوضحت الدكتورة غالم نعيمة، رئيسة قسم اليقظة السمومية بالمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، أن قناديل البحر هي حيوانات سامة تتميز بكيس شفاف يعلوه حجاب، ومكسوة بعدد من الخلايا اللاسعة التي تخترق الجلد وتحقن السم.. مبرزة أن تماس البشر مع الكائنات البحرية يؤدي إلى إصابة الأطراف العليا والسفلى بحقن سام حتى عندما تكون القناديل ميتة. وأبرزت المتحدثة، في تصريحها لهسبريس، أن الأعراض السريرية للسعة القناديل البحرية، نتيجة ملامسة أهداب قنديل البحر لجسم الإنسان، تبدأ بألم يشبه الصدمة الكهربائية مع تنمل الطرف المصاب، وظهور احمرار بسيط قد يتحول إلى طفح جلدي، وفي بعض الأحيان قد يصاب الضحية بانخفاض للضغط الدموي وتسارع بدقات القلب وضيق في التنفس، فيما قد يصاب البعض بحساسية شديدة. وتنصح مسؤولة "اليقظة السمومية" بتهدئة روع المصاب وتنظيف مكان اللسع بماء البحر المالح، إلى جانب وضع الرمل على الجرح وتركه يجف قبل إزالته بلطف، إضافة لتناول مسكنات للآلام، موصية بعدم فرك المنطقة المصابة تفاديا لتحرير سم الخلايا اللاسعة، وعدم وضع الخل على الجرح، مع الاتصال بالمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية عبر الرقم 0801000180 للحصول على نصائح إضافية.