– متابعة : يشكل فصل الصيف فرصة مواتية أمام سكان المدن الشمالية من أجل الهروب من الروتين اليومي عبر الإصطياف والسباحة في مياه البحر الممتد على طول الساحل المتوسطي، إلا أنه خلال الموسم الحالي تم تسجيل عدد كبير من حالات التسمم نتيجة التعرض هؤلاء للذغات قنديل البحر اللا فقري، مما أدى إلى خلق حالة من الخوف والهلع في صفوفهم. وتعرض مجموعة من المصطافين بشواطئ ساحل جهة طنجةتطوان، للدغات خطيرة من طرف قناديل البحر السامة، التي تتواجد بشكل كبير في هذه المنطقة، نظرا لعدم إمكانية تحديد مكان وجودها بالعين المجردة أو إمساكها بواسطة الأدوات العادية التقليدية. وأرجع عدد من الخبراء سبب بروز قناديل البحر في هذه الفترة بالذات، إلى التحولات المناخية التي عرفتها منطقة البحر الأبيض المتوسط هذه السنة، الأمر الذي دفع هذا النوع من الكائنات إلى مغادرة مكانه الطبيعي في الأعماق، والتوجه نحو السواحل. وأضاف الخبراء في هذا السياق، أن طبيعة قنديل البحر الرخوية وحجمه الصغير هي التي ساهمت في صعوبة تحديده من طرف المصطافين بمدن تطوان ومرتيل، الأمر الذي يجعلهم يسبحون بنوع من الثقة في أماكن تواجده، إلا أن يفاجئوا بلذغة قد تتسبب في مضاعفات خطيرة في بعض الحالات. أما من جهتهم فقد أوضح أطباء مختصون، أن لسعة قنديل البحر تسبب أعراضا موضعية، نتيجة ملامسة أهداب قنديل البحر لجسم الإنسان، وأعراضا عامة ناتجة عن المواد السامة، حيث تبدأ الأعراض بطفح جلدى بسيط، ثم تزيد إلى الحساسية الشديدة، وانتشار الانتفاخات الناتجة عن اللسع والألم الحارق، ويظل الألم لمدة حوالى نصف ساعة، بينما تظل آثار اللسعة لمدة يوم تقريبا. ويوضح الأطباء، أن هذه الأعراض يصاحبها تقلص العضلات مما يجعل الإسعافات الأولية ضرورية، حيث ينصح أولا بعدم القلق فور التعرض للسعة ويجب تهدئة المصاب ، مع ضرورة الخروج من المياه بسرعة، و مراعاة عدم حك الجلد المصاب على الإطلاق، وذلك لكى لا تنفجر "الخلايا اللاسعة" العالقة بالجلد، كما يمكن إزالة هذه الخلايا باستخدام ماء مالح، او محلول خل الطعام أو رغوة حلاقة الذقن، ثم إزالتها بواسطة أداة غير حادة ، مع التنبيه على عدم إستخدام الماء العذب لغسل الجلد أو وضع الثلج عليه.