رمضانات مغرب الأمس (سيرة ذاتية) الحلقة الرابعة والعشرون : العزيزة الورقة الرابحة طالت فترة اعتقالنا .. وبدأ الملل يتسلل إلينا بعد استكشفنا المكتب الذي اعتقلنا بداخله .. ولم يعد هناك شيء يستهوينا غير معرفة ما سيحصل لنا. - وإما فلقة .. وإما تحمييلة .. ولا نعسة مع الفئران - ولا أصاحبي .. واقيلا ماش يديونا لعازاريطو ( سجن طنجة قديما ) - وما يمكنشي .. حيت حنا باقين عواول .. قول الله يحفظ يديونا لدار الدرقاوي ( إصلاحية القاصرين ) . - يديونا ... فاين ما بغاو .. حنا لي عملناها وتبعناكوم .. دخل علينا رجل أمن كبير في العمر .. كنا نناديه بعمي الطيب .. وكان محيوبا لدى ساكنة طنجة بسبب طيبته وحسن أخلاقه وبمجرد أن رأيته جريت نحوه مستعطفا أن يخبرني بالحكم النهائي الصادر علينا - إيوا آ وليداتي .. شماش نقولكوم .. - قول أعمي الطيب الله يرحم والديك - باين لي ماش تاكلوها .. راهوم كيتفاهمو مع مول الريستورانط ومن بعد ماش يطلعوكوم .. للفلقة .. - فاين ؟ هنايا ولا فالدار ؟ - ماكاين لا دار ولا والو .. الفلقة هنايا فالكوميسارية وحمدو الله لي ما داوكومشي لدار الدرقاوي - واش الفلقة بالكوما ( أنبوب البلاستيك ) . ؟ - واقيلا .. ( يمكن ) - ياك عاد ضربونا فالخيمة .. ماش تبقاو غير طبلو فينا - هاداك حساب وهادا حساب اخور ( آخر ) - ويقتلونا حسن .. - وإلا بقيتوعلى هاد الفعايل راه ماش يساليو معاكم بالهراوا - الله يرحم باباك .. آ عمي الطيب .. عيط للعزيزة .. - باش ماش نعايطلا أوليدي .. أنا غير بوليسي ما عندي لا بيرو لا تلفون .. - ولا ، عيطلا من السطاندار لي نتحت .. النيميرو هو 37878 - هادا النيميرو ديال داركوم ..؟ - إيه - غير قولا حنايا فالكوميساريا .. وبا ناوي على الفلقة ..عافاك أعمي الطيب الله يخليلك وليداتك - أولدي إلى ماش يكونو بحالكوم .. غير يديهم عندو ترجينا عمي الطيب أن يتولى مهمة إخبار جدتي رقية بموضوع إعتقالنا وما ينوي والدي وباقي الآباء فعله بنا .. ونحن في حالة يرثى لها من فرط ما تلقيناه من ضرب وإهانات قبيل جلبنا لمخفر الأمن. تبخرت كل أحلامنا بأن أولياء أمورنا سوف يتسامحون معنا بعد ان يقفوا على ما تعرضنا له من ضرب على يد صاحب المطعم وأعوانه .. بل انقلبت الأمور رأسا على عقب وبات علينا الآن أن نؤدي الثمن مرتين. تركنا عمي الطيب وذهب للطابق السفلي حيث مكتب الإستعلامات وكنت على يقين بأنه لن يخلف وعده .. وأن مكالمته مع جدتي هي آخر أمل لدينا .. وما عداه فهو العذاب الأليم ولم تمضي سوى لحظات حتى دخل علينا رجل أمن شاب ومعه أحد الحراس وكانا يحملان معدات الحلاقة .. ربطونا بالكراسي وصبوا الماء البارد على رؤوسنا وبدأوا ( التقريعة ) حلق الرأس بالموس .. وبعد الإنتهاء .. فكوا وثاقنا .. - هادشي لي ولدكوم بغاو .. حنا غير كنطبقوا الأوامر - واش صافي هادي هي العقوبة ؟ - الله أعلم .. أنا ما عارف والو خرج رجل الأمن وهو يتأسف لما فعله برؤوسنا .. وكان أسفه غير مبرر من وجهة نظرنا يومها .. فنحن لم نتعود أن يتأسف لنا أحد عن عقوبة تلقيناها. تركنا نتخبط في ظنوننا .. وكلنا أمل أن تظهر العزيزة رقية فجأة فتخلصنا من أبي ومن معه .. لكنها كانت في حي بال فلوري ونحن في أقصى الشمال بالبلايا .. ( الكوميساريا سانطرال ) وهل يا ترى يكون عمي الطيب قد أوفى بعهده وكلمها بالبيت ؟ هل ستكتب لنا النجاة من هذه الفلقة على يدها .. أم أننا من خوفنا بدأنا نتخيل المستحيل .. مضت حولي الساعة فإذا بالباب يفتح ويدخل منه أحمد - فاين كونتي - كنت فالدار .. وشويش جا با وجابني .. باش ناكل التحميلة معاكوم - شكون قالك التحميلة .. - با .هو لي قالي .. حكموا علينا كاملين بالتقريعة والفلاقا - ويماك بخبارها - واو أصاحبي يما عيات ما ترغب .. بلحقاق عندي واحد الخير ، يا لطيف أخاي العظمة - قول أصاحبي..هدر - أنا شوفت .. العزيزك لابسا الحايك ديالا .. ونازلا للبارادا د الطرامبيا ( محطة الحافلات ) .. ملي ساقساها با فاين ماشا .. قالتلو ماجا تشوفنا فالكوميساريا - صافي .. صافي العواول .. إلا جات راكوم فلتو ... ( يتبع ) صفحة الكاتب: www.acradiousa.com