لم يتوانَ وزيرُ الدولة ومديرُ الديوان في رئاسة الجمهوريَّة بالجزائر، أحمد أويحيَى، عن التلمِيح بضلوع المغرب في أحداث غرداية الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل أزيد من 22 شخصًا، وجرح آخرين. قائلًا إنَّ بلادهُ تحصدُ العداء بسبب دعم ما وصفه بحقِّ الصحراويِّين في تقرير المصير. الأمين العام لحزب التجمع الوطنِي الديمقراطِي، حذرَ أمس أمام أنصار حزبه، ممَا قال إنَّها مؤامرةٌ تحاكُ ضدَّ الجزائر والجزائريِّين، انطلاقًا من الولاية الواقعة جنوب عاصمة البلاد. قبل أن يتحدث عن بث أطرافٍ خارجيَّة للقلاقل في الجزائر بالتعاون مع أطراف داخليَّة. المتحدث أردف أنَّ البواعث التي تثوِي وراء الأحداث صارت تتضحُ أكثر فأكثر، سيما أنَّ أصواتًا صارت تنادِي بتمكين أمازيغ غرداية من تقرير مصيرهم، رغم أنَّ الجزائر لم تحتل الولاية بحسب قوله، لافتًا إلى أنَّ ثمة من يروج منذُ عقد من الزمن لفكرة قمع الإباضيِّين، ويراسل المنظمات الدولية دفاعًا عن الأقليَّات. في المنحى ذاته، تساءل أويحيَى عمنْ تكون في صالحه التطورات الجارية، وإنْ لم ينكر وجود نقائص. السياسي الجزائري ذهب إلى حد الحديث عن تحرك بعض الجماعات صوب الخارج كل شهر لجلب الاموال، مدعيًا أنَّ 500 دينار كانت توزعُ كلَّ يوم، في يناير الماضي، على من يشارك في أعمال العنف. جانبٌ ممَّا يسميها المؤامرة، يعزُوه أويحيَى إلى رفض الجزائر المشاركة بجيشها خارج الحُدود، وعدم الترحيب لإقامة قواعد أجنبيَّة على ترابها، مضيفًا أنَّ بلاده إلى جانب نظام بشَّار الأسد هما الدولتان الوحيدتان اللتان تتسمسكان بعدم التطبيع مع إسرائيل. المتحدث صبَّ جام غضبه على منابر الإعلام الأجنبيَّة، قائلا إنها صورت ما حصل كما لوْ كان معركة بين العرب والأمازيغ، فيما لم تعرف الجزائر خطابًا مماثلا، فيما قبل، بحسب قوله. السياسيُّ الجزائري أعرب عن مساندته قرارات الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة ،في ظل التحديات الأمنية التي تواجه الجزائر من إرهاب وتراكم للسلاح على حدودها وانتشار المخدرات. قبل أن يدعو الطبقة السياسية للتجند وإحباط "المؤامرة"، ومساعدة الأمن والقضاء على جماعة الأشرار التي أوصلت غرداية. تلميحُ أويحيَى إلى دور مغربي في أحداث غرداية، كان قدْ سبقتهُ حملة إعلاميَّة في الجزائر، تحاولُ إيجاد صلة بين الأحداث العنيفة وبين تحريض مغربي عبر نشطاء أمازيغ منهم أحمد عصيد، دون الأخذِ بالحسبَان لعوامل الاحتقان والتهميش.