أفردت الصحف الصادرة، اليوم السبت، بأمريكا الشمالية حيزا هاما بصفحاتها الأولى للتعليق على القرصنة الهائلة للبيانات الشخصية لملايين الموظفين الفيدراليين، والمفاوضات بشأن الملف النووي الايراني، والانتخابات الفيدرالية المقبلة في كندا. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه في أعقاب استقالة كاثرين أرشوليتا، مديرة مكتب إدارة شؤون الموظفين، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، أن إدارة أوباما "تعتزم القيام بتقييم شامل لإجراءات الأمن الإلكتروني والإسراع في تنفيذ الإصلاحات التي سيتم اعتمادها في أقرب وقت ممكن". وأشارت الصحيفة إلى أن عملية إعادة التقييم تتعلق على وجه الخصوص بالحد من عدد الأشخاص الذين يمكنهم الولوج إلى البيانات السرية، وتشجيع اعتماد نظم جديدة للتشخيص، وأنظمة أكثر صرامة للرقابة والأمن للحسابات الشخصية. وأضافت الصحيفة أن قرصنة بيانات الموظفين الفيدراليين كانت في الواقع أضخم بكثير مما تم الإعلان عنه من قبل، مبرزة أن قراصنة الأنظمة المعلوماتية قاموا بهجومين منفصلين انطلاقا من الصين حيث تمكنوا من سرقة بيانات هامة لنحو 22 مليون موظف اتحادي تهم أرقام الضمان الاجتماعي والعناوين الشخصية وجرد لملفهم الطبي والمالي. وفي نفس السياق، اعتبرت صحيفة (بوليتيكو.كوم) أن استقالة أرشوليتا لن يحل مشكلة ضعف الأنظمة المعلوماتية الفيدرالية، مضيفة أن زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، شدد على أن إدارة أوباما يجب أن "تغتنم هذه الفرصة للوصول إلى عمق المشكل، وإعداد خطة عمل ذات مصداقية لاستعادة ثقة الشعب الأمريكي ". واعتبرت اليومية الإلكترونية، استنادا إلى رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جيمس كومي، أن الأمر يتعلق ب "مشكلة حقيقية من وجهة نظر الأمن القومي ومن منظور مكافحة التجسس" . ووفقا للصحيفة، فقد حذر العديد من المسؤولين الأمريكيين من أن أجهزة مخابرات أجنبية قد تستخدم هذه المعلومات للكشف عن العمليات الاستخباراتية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة، متهمين الصين بسرقة عدد هائل من المعلومات في إطار "خطة استراتيجية" كبيرة. من جهة أخرى، أشارت صحيفة (دو هيل) إلى أن المفاوضين الايرانيين وممثلي القوى الكبرى فشلوا مرة أخرى في إيجاد حل وسط بشأن البرنامج النووي لطهران، مما جعلهم يمددون إلى يوم الاثنين فرص التوصل إلى اتفاق تاريخي. وذكرت الصحيفة أن الأطراف المتفاوضة قد حققت تقدما حول عدة نقاط خلافية في الأيام الأخيرة، خاصة نطاق تفتيش المواقع النووية الإيرانية، مشيرة إلى أن طلب طهران رفع الحظر الأممي عن الأسلحة من بين القضايا التي لم يتم حلها بعد. وأوضحت الصحيفة أن طهران تدعو إلى الالتزام الفوري برفع جميع العقوبات التي تضر باقتصادها وتلك المتعلقة بتجارة الأسلحة وببرنامج الصواريخ الباليستية، مضيفة أن روسيا تدعم المطالب الإيرانية حيث أعربت عن رغبتها في أن "يتم في أقرب وقت ممكن رفع جميع العقوبات." وفي كندا، كتبت صحيفة (لوجورنال دو مونريال) أن استطلاعا للرأي نشرت نتائجه أمس الجمعة أظهر حصول الحزب الوطني الديمقراطي (أول حزب معارض) الذي يقوده طوماس موكلر وحزب المحافظين (في السلطة) الذي يرأسه الوزير الأول الكندي، ستيفن هاربر، بالتساوي على 32 بالمئة من الأصوات، بينما حصل الحزب الليبرالي الكندي (ثاني حزب معارض) الذي يتزعمه، جاستن ترودو، على المرتبة الثالثة ب 26 بالمئة من آراء المستطلعين، مبرزة أن الاستطلاع، الذي تم إجراؤه في أفق الانتخابات العامة التي سيتم تنظيمها شهر أكتوبر القادم، توقع فوز المحافظين ب155 مقعدا من أصل 338، مما يمكنه من تشكيل حكومة أقلية. أما صحيفة (لودروا) فأشارت إلى إمكانية فوز الحزب الوطني الديمقراطي في الانتخابات الفيدرالية المقبلة وتسلم السلطة إذا تمكن من المحافظة على النتائج التي حصل عليها في استطلاع الرأي الأخير، لافتة إلى أن فوز الديمقراطيين الجدد على المحافظين في مقاطعة (ألبرتا) وتشكيلهم لحكومة يعد أكبر تحفيز لحزب طوماس موكلر، الذي قام بعمل كبير في الحزب فاقت كل التوقعات. من جهة أخرى، توقفت صحيفة (لو جورنال دو كيبيك) عند الانتقادات التي وجهتها أحزاب المعارضة بإقليم كيبيك إلى حكومة فيليب كويار بخصوص النتائج السلبية لقطاع التشغيل التي كشف عنها الإحصاء الأخير، والتي أشارت إلى فقدان الإقليم لأكثر من 33 ألف منصب شغل خلال الشهر الماضي، وهو يعد أسوأ أداء شهري له منذ ماي 2005، وذلك بسبب عدم وجود خطة حكومية حقيقية لوضع الاقتصاد الكيبيكي على مسار النمو، مضيفة أن وزير التشغيل سام هاماد، أكد أن مناصب العمل التي تم فقدها تعتبر غير قارة وبأن مستوى التشغيل حافظ على استقراره خلال شهري ماي ويونيو الأخير ومن جانبها، كتبت يومية (لودوفوار) أن سحب العلم الكونفدرالي الذي كان يرفرف قرب برلمان ولاية كارولاينا الجنوبية، نظرا لأنه يمثل رمزا للعنصرية بالنسبة للعديد من الأمريكيين، سيشجع بكل تأكيد ولايات أمريكية أخرى على أن تحذو حذو كارولاينا الجنوبية بإزالة العلم الكونفدرالي كولايتي (ألاباما) و(الميسيسيبي). وبالدومينيكان، توقفت صحيفة (إل نويبو دياريو) عند اللقاء الذي عقدته بعثة منظمة الدول الأمريكية مع رئيس المجلس الانتخابي المركزي، روبرتو روزاريو، بمناسبة الزيارة التي تقوم بها للاطلاع على عملية تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين الهايتيين الذين يقيمون في البلد بطريقة غير مشروعة، مشيرة إلى أن رئيس البعثة، ماركيز غيريرو، أكد أن بعثة المنظمة الإقليمية لن تتدخل في الشؤون الداخلية للدومينيكان وأن مهمتها محايدة، تتعلق فقط بجمع المعلومات وإعداد تقرير حول وضعية المهاجرين الهايتيين لعرضه على الأمانة العامة للمنظمة. من جانبها، كتبت صحيفة (هوي) أن بعثة منظمة الدول الأمريكية تزور سانتو دومينغو من أجل إيجاد "حل دائم" للنزاع بين الدومينيكان هايتي، وتقييم الوضع حول مشكلة هجرة الهايتيين، التي أدت إلى تأزم في العلاقات بين البلدين اللذين يقتسمان جزيرة (هيسبانيولا) بالكاريبي، لافتة إلى أن 288 ألف مهاجر هايتي استفادوا من خطة تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين غير الشرعيين من بين 524 ألف مقيم بالبلد بصفة غير قانونية. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن زعيم حزب (مورينا)، مارتي باتريس، أكد أنه في أعقاب نتائج انتخابات 7 يونيو الماضي ظهرت رغبة مستمرة من ساكنة العاصمة الاتحادية في جعل مكسيكو سيتي مرة أخرى "مدينة للأمل"، مضيفا أنه على الرغم من أن حزبه هو القوة السياسية الرئيسية في العاصمة إلا أنه لا يطمح للهيمنة والسيطرة. وأضافت الصحيفة أن مقر الحزب عادت إليه الحياة بعد الانتخابات حيث يستقبل كل يوم العشرات من المواطنين، مشيرة إلى أن سر نتائج الانتخابات التي حصل عليها الحزب (انتخاب 35 نائبا فدراليا و22 عضوا في الجمعية التشريعية لمكسيكو سيتي)، ترجع أساسا لقيادة اندريس مانويل لوبيز أوبرادور المرشح الرئاسي السابق، بالإضافة إلى العمل الميداني وتراجع "الأحزاب التاريخية"، والحفاظ على خطاب نقدي ضد الحكومة الاتحادية. وبخصوص العلاقات المكسيكية الفرنسية، كتبت صحيفة (لاخورنادا) أن حكومتي البلدين ستوقعان أزيد من 60 اتفاقية ستعمل على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والتعليمية خلال زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس انريكي بينيا للبلد الأوروبي الأسبوع المقبل، مضيفة أن العلاقة بين البلدين تشهد مرحلة حيوية في أقصى الحدود بعد اتفاق الرئيسين الفرنسي والمكسيكي في أكتوبر 2012 على إعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين.