في منتصف شهر شتنبر 2007 خرج الإيطاليون زرافات في تظاهرات عارمة بسبب الزيادة ببضع سنتيمات في الأكلة المفضلة والمحببة لكل الإيطاليين وهي السباكيتي 0 وفي أواخر نفس الشهر خرج مواطنو مدينة صفرو في انتفاضة عارمة ضد غلاء المعيشة وأسعار المواد الأساسية 0 فكيف كان رد الحكومة الإيطالية ؟ وكيف كان رد المخزن في مواجهة انتفاضة القوت والخبز التي سماها المخزن تمردا على السلطة وعودة لسنوات الثمانينات من القرن الماضي حينما تدخلت الولاياتالمتحدةالأمريكية بدقيقها وزيتها ليستمر النظام المخزني ووثيرته الحياتية 0 "" في صباح مدينة صفرو وفي ذلك اليوم الأغر خرجت الجموع التي ذكرتني بالشعب الفلسطيني الأعزل في مواجهة الآلة الإسرائلية ، وقف حلف المخزن مدججا بالقنابل المسلية للدموع وفرق خاصة وعامة من الحيش والدرك والبوليس لإحكام القبضة وبدأ الهجوم كعاصفة الصحراء لايفرق بين الشيخ والطفل والمرأة والشاب فالكل مدنبون في نظر المخزن 0 فصفرو مدينة متمردة بلا ربيع أو أن ربيع صفرو أينع في حلول الشتاء ، فبدا أكثر قسوة انضافت له قسوة وجبروت المخزن بنيل من مواطني مدينة بكاملها 0 قوات العنيكري الخماكية تنهال احتفاء بزاويطها المستوردة من اسبانيا من أجل الظفر من مواطن سولت له نفسه أن يخرج متظاهرا رافعا لواء العصيان عن غطرسة المخزن 0 خلفت تلك الهجمات الشوفنية والإستبدادية المئات من الجرحى ومن المعتقلين والمتابعين 0 وبسرعة كما درج المغاربة على فعل ذلك انتقلت حمى التظاهرات المنددة إلى الأطلس المتوسط ، ميدلت ، اغبالة 000 في محاولة لتطويقها نيارنها حتى لا تصل لمناطق أكثر تضررا واستفحالا وهامشية، ولتعالج بتلك الطريقة الدرماتيكية المخزنية المعتاذة 0 في ايطاليا حقوق الإنسان خرج الإيطاليون بصحونهم وأواعيهم في انتفاضة شعبيةلم تتدخل الحكومة لا بعسكرها ولا بجيشها ولا بقواتها وهدأت من روع المواطنين بتخفيض ثمن السباكيتي وعودة المياه إلا مجاريها ما عند مريضنا باس 0 عودة المياه إلا مجاريها في الأدبيات المخزنية هي للالة الزرواطة ، العصي ، الرفس ، اللكمات ، الشتم ، البصق ، القدف ، السب ، وكل عناوين الإهانات وتزاوجت برمي العزل بالقنابل المسيلة للدموع وقادفات المياه وتعسكر القوات في انتظار قرار التسلط0 المنطق المخزني لايعرف لغة اسمها الحوار ، فهؤلاء المواطنون هم حسب التسمية شماكرية ، قطاع طرق ، لصوص أو المصطلح المخزني الرسمي أوباش0 أوباش لأنهم طالبوا بعدم الزيادة في أسعار المواد الأساسية لا الكمالية ، لأن شركات الزيت والسكر والدقيق هي في ملك شركة أونا 0 أوباش لأن الزيادة غير المبررة أضنت وأنهكت جيوبهم الفارغة وأظل مستغربا بأن قنينة ماء في المغرب ربما هي الأغلى في العالم ، فقنينة خمسة لترات من الماء في اسبانيا تساوي أقل من دولار بينما في المغرب قنينة لترونصف من الماء بنفس الثمن الإسباني ولم أعرف السبب مطلقا لهذا 0000 أوباش لأن الإرهاق الضريبي وصل مستوياته العليا ولم يعد المواطنون الرعايا سوى منفذ الإحتجاج بشكل سلمي بعدما قاطعوا الإنتخابات بنسبة 63 في المائة0 حين يخرج المغاربة في كل هذه المدن والقرى الصغيرة ، صفرو ، ميدلت ، اغبالة 000 ولاربما تمتذ اللائحة طولا فهذا يعني أن السيل قد وصل منتهاه 0 حين يخرج سكان مدينة صغيرة احتجاجا على غلاء الأسعار وتعبيرا عن حنق وشدة القهر والبؤس بشكل مسالم سوى تلك الشعارات التي بحت حناجرهم منها حكومات الشفارة 000 فهذا يعني أن المزريا أصبحت ايقاعهم اليومي 0 فهذا يعني أن الأمور أصحت أكثر وضوحا ، المواطن المغلوب على أمره لم يعد يهاب سلطة وترسانة المخزن العسكرية وأصبح المخزن مطالبا بشكل ملحاح تلبية رغبات المواطن العادي بتخفيض ثمن المواد الأساسية من أجل اضفاء لهيب الإنتفاضة كما حدث ذات مرة في مغرب ، 1981 ، 1984 0 كل ما تطالب به الطبقات المسحوقة تخفيض اسعار المواد الأساسية والبحث عن سبل عيش كريمة بعيدا عن تلك الشعارات المخزنية الكبيرة من قبيل الديمقراطية الحسنية وأسابيع الفقر والتي تبقى شعارات جوفاء