المغاربة حريصُون ما أمكن على حيازة جنسيَّات أوروبيَّة، يضيفُونها إلى جواز سفرهم المغربي، ذلكَ أنَّهم حلُّوا في صدارة من ظفرُوا بجنسيَّات البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عام 2014، من خلال 86 ألفًا و500 مغربي جرى تجنسيه، وفقًا لتقرير "أورُوستَاتْ". ووفقًا للأرقام التي كشفَ عنها مكتب الإحصاء لدى الاتحاد الأوروبي فإنَّ المغاربة يشكلُون 8 بالمائة من مجمل الحاصلِين على الجنسيَّة الأوروبيَّة، في 2013. على أنَّ إسبانيا كانت الأكثر تساهلًا في منح جنسيَّتها، فكان 35 بالمائة من الحاصلِين على الجنسيَّة الأوروبيَّة بالمملكة الإيبيريَّة. ثانِي دَولتْ جنَّست المغاربة كانت إيطاليَا، بينما جاءت فرنسا التي تحتضنُ أكبر جالية مغربيَّة في أوروبا ثالثة في الترتيب، علمًا أنَّ أزيد 694 ألف مغربي حاصلُون في الأصل على الجنسيَّة الفرنسيَّة، وفق ما كان تقريرٌ برلماني في فرنسا قد أبان عنه، مؤخرًا. في غضُون ذلك، تبوأ المغاربة الصَّدارة بين نظرائهم الأجانب، بكلِّ من هولندا وبلجيكا في الحصُول على الجنسيَّة، بالرُّغم من نزوع عددٍ من الدُّول الأوروبيَّة في السنوات الأخيرة إلى التشدد في منح الجنسيَّة، من منطلقات قوميَّة، وعلى إثر ما طفا إلى الواجهة من خلافات بسبب الإرهاب. ويحلُّ الهنُود في المركز الثانِي، بعد المغاربة، في قائمة أكثر منْ حصلُوا على الجنسيَّة الأوروبيَّة، خلال 2013، متبوعِين بالأتراك، في الوقت الذِي توارَى المهاجرُون المغاربيُّون من جزائريِّين وتُونسيِّين، عن المراتب الخمس الأولى، مفسحِين المجال لمهاجرِين من كولومبيا وألبانيا. وتأتِي الأرقام الأخيرة لأوروستات غدَاة عودة الجدل في فرنسا حول منح الجنسيَّة بصورة مباشرة لمنْ ولدُوا على التراب الفرنسي، حيثُ تعالت أصوات من حزب "الجمهوريِّين"، الذِي أسسهُ الرئيس السابق، نيكولا ساركوزِي، تطالبُ بإرجاء التجنيس، إلى حين بلوغ المهاجر ثمانية عشر عامًا، وإذْ ذاك لهُ أن يطلبها، ويخضع لتبين مواطنته. بواعثُ اليمين الفرنسي في المطالبة بتشديد الشروط لدى منح الجنسيَّة، تكمن في عدم ولاء كثير ممن يحوزُون الجنسيَّة الفرنسيَّة لفرنسا، وعدم إيمانهم بمبادئ الجمهوريَّة، زيادةً على المشاكل الأمنيَّة التي صارت تطرحُ مع المتشددِين الذِين يمضُون إلى القتال في صفوف "تنظيم الدولة" الإسلاميَّة وتجدُ بلدان أوروبيَّة نفسها ملزمة بسلوك مسطرة قضائيَّة لتجريدهم منهَا، في وقتٍ لاحق.