صادق مجلس الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل الدول الأعضاء، اليوم الثلاثاء، على إطار تنظيمي شامل مخصص للذكاء الاصطناعي، "أول تشريع من هذا النوع في العالم" يهدف إلى ملاءمة القواعد المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتحفيز تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي "الآمنة والجديرة بالثقة". وأوضح المجلس في بلاغ له أن هذا التشريع بشأن الذكاء الاصطناعي يتبع نهجا "قائما على المخاطر"، ما يعني أنه كلما زاد خطر الإضرار بالمجتمع كلما زادت صرامة القواعد، مشيرا إلى أن هذا النص من شأنه أيضا وضع "معيار عالمي لتنظيم الذكاء الاصطناعي". وبحسب المجلس، يهدف القانون الجديد إلى تعزيز تطوير واعتماد أنظمة ذكاء اصطناعي آمنة وجديرة بالثقة عبر السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي من قبل الفاعلين الخواص والعموميين، مضيفا أن هذ القانون يروم "ضمان احترام الحقوق الأساسية لمواطني الاتحاد الأوروبي وتحفيز الاستثمار والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي بأوروبا". ولا تنطبق تشريعات الذكاء الاصطناعي إلا على المجالات التي يغطيها قانون الاتحاد الأوروبي، وت ستثنى الأنظمة المستخدمة حصريا للأغراض العسكرية والدفاعية، فضلا عن الأغراض البحثية. ويصنف القانون الجديد مختلف أنواع الذكاء الاصطناعي بناء على المخاطر. وستخضع أنظمة الذكاء الاصطناعي التي لا تمثل سوى مخاطر محدودة لالتزامات شفافية مخففة للغاية، في حين سيتم الترخيص لأنظمة الذكاء الاصطناعي عالية المخاطر لكنها ستكون خاضعة لسلسلة من المتطلبات والالتزامات قصد الولوج إلى سوق الاتحاد الأوروبي. ويصر المجلس على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتضمن، على سبيل المثال، التلاعب السلوكي المعرفي والتسجيل الاجتماعي سيتم حظرها في الاتحاد الأوروبي لأن مخاطرها تعتبر غير مقبولة، لافتا إلى أن التشريع يحظر أيضا استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض "الشرطة التنبؤية" القائمة على ملفات التعريف والأنظمة التي تستخدم المعلومات البيومترية لإستنتاج بيانات شخصية معينة عن الفرد. ومع ذلك، ينص النص على استثناءات معينة بالإضافة إلى ضمانات لسلطات إنفاذ القانون، التي سي سمح لها، في ظروف معينة، باستخدام أداة ذكاء اصطناعي عالية المخاطر لم تنجح في اجتياز إجراءات تقييم المطابقة، بالإضافة إلى تحديد الهوية البيومترية عن بعد، "مع الخضوع لبعض الضمانات الصارمة". وفي هذا الصدد، أعلنت بيترا دي سوتر، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الاتصالات البلجيكية، التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للمجلس، أن "اعتماد تشريع الذكاء الاصطناعي يعد علامة فارقة مهمة في تاريخ الاتحاد الأوروبي. هذا التشريع التاريخي، الأول من نوعه في العالم، يرفع تحديا تكنولوجيا عالميا يخلق أيضا فرصا لمجتمعاتنا واقتصاداتنا". وقالت: "لقد نجحنا في إيجاد التوازن الصحيح بين تعزيز استخدام هذه التكنولوجيا سريعة التطور واحترام الحقوق الأساسية لمواطنينا". ومن المقرر نشر القانون التشريعي في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي خلال الأيام المقبلة، ليدخل حيز التنفيذ بعد عشرين يوما من نشره. وسيتم تطبيق القانون الجديد بعد عامين من دخوله حيز التنفيذ، مع بعض الاستثناءات لبعض الأحكام المحددة.