اهتز حي البلاغمة بمدينة فاس، صباح أمس الأحد، على وقع جريمة قتل بشعة ارتكتبها أم في حق ثلاثة من أبنائها الصغار، حيث أردتهم قتلى على الفور، قبل أن يتم توقيفها من طرف عناصر الشرطة بعد تلقيهم لإخبارية في الموضوع من طرف زوجها. قريب الجانية البالغة 39 سنة والأم لخمسة أبناء، أورد في تصريح لهسبريس، أنها كانت تعاني من أمراض نفسية منذ 5 سنوات، قبل أن تبدأ العلاج خلال السنتين الأخيرتين بمستشفى بلحسن التابع للمستشفى الجامعي بفاس، مؤكدا أن أسرتها تتوفر على 3 تقارير طبية، واحد من القطاع العام وإثنين من القطاع الخاص يقرّان بكونها تعاني من مرض الذهان المزمن وهو اضطراب عقلي خطير، فضلا عن الاكتئاب الحاد. وأضاف المتحدث قائلا "لقد مكثت لمدة أسبوع بمستشفى بلحسن قبل أن تغادره، وتعود إليه بعد مدة حيث ظلت هناك تتلقى العلاج ل20 يوما تقريبا، قبل أن يطلب منها الطبيب المعالج المغادرة لكونها قد شفيت حسب تقديره، مانحا إياه ثمن الركوب في سيارة أجرة للعودة لبيتها، حيث بقيت عائلتها تبحث عنها ليوم كامل في شوارع المدينة" يقول المقرب من العائلة. وشدد القريب الرافض للكشف عن هويته، أن الأم كانت تحب أبناءها، مؤكدا أن حالتها الاجتماعية أثرت بقوة على حالتها النفسية، حيث أورد أن ثلاثة من أشقائها كانوا يمنحونها مساعدة مادية مقدرة ب1200 درهم شهريا لتجاوز تكاليف الحياة في ظل عطالة رب الأسرة المياوم. واعتبر المتحدث أن القدر لعب دورا كبيرا في نجاة الأب وإثنين من أبنائه، فتاة في ال12 من عمرها كانت عند جدتها، وطفل في ال9 من عمره كان يلعب مع أقرانه بالشارع، موردا أن الأبناء المتوفين والبالغين على التوالي 5 سنوات ونصف، و3 سنوات، و6 أشهر سيوارون الثرى اليوم الإثنين. قريب الجانية، أكد أن العائلة ستقوم عبر محاميها بالتوجه للقضاء من أجل المطالبة بفتح تحقيق مع المسؤولين المباشرين عن السماح للأم بمغادرة مستشفى بلحسن بفاس رغم عدم تماثلها للشفاء، معتبرا أن ذلك ما تسبب في ارتكابها للجريمة التي وصفها بالكارثة. وأورد المتحدث أن الطفلين الناجبين من المجزرة، "يعانيان صدمة قوية بسبب عدم قدرتهما على استيعاب ماجرى"، مؤكدا أن خضوعهما لجلسات علاج نفسي أضحت ضرورية لتجاوز تبعات الحادث المؤلم.