مع اقتراب القمة العالمية للتغيرات المناخية، المزمع تنظيمها في العاصمة الفرنسية باريس نهاية العام الحالي، أصدرت مؤسسة الموارد الطبيعية الأمريكية تصنيفا حول أكثر الدول الملوثة للكرة الأرضية، خلال العام الحالي وسابقه، واحتل فيه المغرب مرتبة متأخرة، ليكون من أقل دول العالم إصدارا للانبعاثات الغازية المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض. وجاء المغرب في المرتبة 118 عالميا من أصل 176 دولة شملها التقرير المرتكز على نسبة المساهمة في الرفع من درجة حرارة الأرض.. وقالت المؤسسة الأمريكية إن المغرب يساهم بنسبة 0.16 بالمائة فقط في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، وذلك بالنظر إلى ضعف الأنشطة الصناعية في المغرب مقارنة مع الدول المتقدمة. ويظهر من خلال الخريطة التفاعلية التي نشرتها المؤسسة الأمريكية أن ثلاثة قطاعات أساسية هي المساهمة في التغيرات المناخية بالمغرب، وعلى رأسها قطاع الطاقة الذي يساهم بنسبة 54.9 في المائة من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، يليها قطاع الفلاحة بنسبة 12.7 في المائة من إصدارات الCO2، ثم القطاع الصناعي بنسبة ضئيلة جدا لا تتعدى 0.3 في المائة.. فيما تساهم النفايات التي يخلفها المغاربة في تلويث البيئة، ذلك أنها هي الأخرى تنتج حوالي 3.6 في المائة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وعلى الرغم من أن المغرب يعتبر خارج لائحة الدول الملوثة للكوكب إلا أن المؤسسة الأمريكية أبدت إعجابها بسياسة المغرب في مجال الطاقات النظيفة، سواء تعلق الأمر بالطاقة الشمسية أو الريحية.. كما لفتت "الموارد الطبيعية" إلى المغرب كان من الدول الإفريقية الأولى التي أعلنت عن التزاماتها البيئية، في أفق سنة 2030، بتقليص انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 32 بالمائة. وكشفت المؤسسة الأمريكية أن العالم هو ضحية للأنشطة الصناعية للدول المتقدمة، لأن هذه الأخير هي التي تصدر أكثر من 62 في المائة من غازات الاحتباس الحراري، وفي مقدها الصين ب25 في المائة من مجموع الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس، تليها الولاياتالمتحدةالأمريكية بنسبة 14.4 في المائة، ثم الاتحاد الأوروبي بدوله الثماني والعشرين في المرتبة الثالثة لأنه يصدر حوالي 10 في المائة من الغازات نفسها.