انصب اهتمام الصحف الصادرة اليوم الخميس بمنطقة أمريكا الشمالية على انفراج الأزمة بين البيت الأبيض والكونغرس حول الاتفاقات التجارية مع منطقة آسيا المحيط الهادي، والنقاش الدائر حول البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى مكافحة التغيرات المناخية. وكتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن الرئيس أوباما حصل على سلطات جديدة من الكونغرس من أجل إبرام اتفاقات تجارية مع بلدان منطقة آسيا المحيط الهادي، مبرزة أن هذه الاتفاقيات ستعزز المكانة الاقتصادية للولايات المتحدة، وستعزز السياسة الأجنبية قاطن البيت الأبيض. ولاحظت الصحيفة أن الفوز الذي حققه أوباما بالكونغرس سيفتح الطريق لإبرام اتفاقيات للتبادل الحر أو شراكات عبر المحيط الهادي قبل نهاية السنة الجارية، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي كان على استعداد لتقديم تنازلات لخصومه الجمهوريين، وتحدي أغلبية حزبه من أجل اتفاق من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بالحفاظ على "تفوقها" الاقتصادي على دولة صينية "صاعدة". وفي سياق متصل، أبرزت (بوليتيكو) أن أشرس المعارضين لقانون حول التجارة، خصوصا من بين الديمقراطيين الذين عرقلوا المقترح قبل أيام، انتهوا إلى تغيير موقفهم، مضيفة أن أوباما واجه ضغطا رهيبا بالكابيتول هيل لإقناع المعارضين بمنحه سلطات أكبر للتفاوض بشأن اتفاقات تجارية ستساعد العمال الأمريكيين. من جهة أخرى، ذكرت يومية (نيويورك تايمز) أن خمسة مستشارين سابقين للرئيس أوباما وجهوا إليه رسالة مفتوحة حذروه من خلالها من الاتفاق النووي الإيراني، الذي لا يستجيب إلى معايير الإدارة الأمريكية. وأضافت الصحيفة، نقلا عن الرسالة، أن المفوضين الأمريكيين بصدد تقديم تنازلات ستضعف التفتيش الدولي للمنشآت النووية، وتمكن طهران من استئناف أنشطة التخصيب والبحث من أجل الإنتاج المكثف لأحد أنواع الوقود النووي بمجرد انتهاء الاتفاق. وأكدت الصحيفة أن خرجة هؤلاء المستشارين، الذين اضطلعوا بدور مركزي في الجهود الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية ضد البرنامج النووي الإيراني، عقدت مهمة رئيس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري مع قرب الموعد النهائي لإبرام الاتفاق مع طهران. وبكندا، تساءلت (لو دوفوار) إن كان الحكم غير المسبوق للقضاء الهولندي الذي ألزم الحكومة بخفض الانبعاثات الغازية بنسبة 25 في المئة سنة 2020 مقارنة مع انبعاثات 1990، سيكون له صدى او تأثير ملموس بكندا خاصة وأنه يعتبر سابقة في العالم لمواجهة التغيرات المناخية، لافتة إن كان من الأجدى القيام بمتابعة قضائية مماثلة بكندا مع رفض حكومة ستيفن هاربر لبروتوكول كيوطو ووضعها التزامات لخفض الانبعاثات أقل طموحا مما يدعو إليه العلماء وخبراء البيئة. من جهتها، كتبت صحيفة (لو دروا) أن الدخول الخريفي بكيبيك يتزامن مع الاحتجاجات الكبيرة التي يستعد لها موظفو البلديات والدولة منذ عدة أشهر لمناهضة سياسات حكومة فيليب كويار، معتبرة أن نتائج إجراءات التقشف الكثيرة التي اتخذتها الحكومة الليبرالية ستكون أكثر وضوحا، خاصة ما يتعلق بالاقتطاعات من ميزانية الصحة والتعليم، ما قد يخلف مزيدا من الحنق وسط دافعي الضرائب الذين سيحرم أقرباؤهم من بعض الخدمات الأساسية. على صعيد آخر، كتبت صحيفة (لو جورنال دو مونريال) أن حكومة كيبيك لم يسبق لها أن منحت هذا الكم الهائل من التراخيص لمزاولة مهنة الطب كما قامت بذلك خلال السنتين الماضيتين، مشيرة إلى أنه بالرغم من ذلك لم تستطع سد الخصاص، لكون شبكة المستشفيات لا تمنح العدد الكافي من مناصب الشغل بدوام كامل. وببنما، توقفت صحيفة (بنماأمريكا) عند الاعتذار وطلب الصفح من الشعب الذي تقدم به الديكتاتور السابق مانويل أنطونيو نورييغا الذي حكم البلاد بقبضة من حديد بين سنتي 1983 و 1989، موضحة أن الرجل القوي السابق لبنما، الذي يقضي عقوبة سجنية الآن، قال في حوار تلفزي إنه "يطلب الصفح من كل شخص عانى بسببه أو أحس بالمهانة لأفعاله أو تصرفات رؤسائه أو مرؤوسيه". من جانبها، اعتبرت صحيفة (لا إستريا) أن "العسكري الأكثر رعبا في تاريخ بنما والجنرال الأخير من العهد العسكري يطلب الصفح من الشعب البنمي"، مشيرة إلى أن اعتذار نورييغا، الذي بلغ 81 سنة من العمر، يندرج في سياق محاولة لدعم مطالب دفاعه بقضاء المدة المتبقية من عقوبته السجنية رهن الإقامة الجبرية بمنزله نظرا لظروفه الصحية، وهي المحاولة التي قد تحظى بدعم عدد من الحقوقيين ورجال الدين بالكنيسة الكاثوليكية. وبالمكسيك، كتبت صحيفة (لاخورناد) أن آلاف المعلمين تظاهروا في عواصم ولايات موريلوس ودورانغو وكوليما وسونورا وكيريتارو للمطالبة بإلغاء الإصلاح التعليمي واحتجاجا على التقييم "العقابي" الذي تسعى إلى فرضه الحكومتين الفدرالية والولائية. ومن جانبها، ذكرت صحيفة (ال يونيفرسال) أن شركة النفط المكسيكية (بيمكس) اكتشفت في السينما شكلا من أشكال توجيه العاملين لديها لإحداث رد فعل بشأن الحالات السلبية التي تواجهها والحصول على الأدوات اللازمة لمعالجة القضايا المتعلقة بالصحة والإجراءات الوقائية أو سرقة الوقود فضلا عن نشر برامج التوعية في مجال السلامة والأمن التي ساهمت في تقليل معدلات الحوادث في بيميكس، مشيرة إلى أنه وفقا لبوابة الالتزامات والشفافية فإن الشركة أنفقت عبر أحد فروعها خلال فترة 2009-2013 ما مجموعه 564 مليون بيزو. أما بالدومينيكان، فقد أشارت صحيفة (إل ديا) إلى الاجتماع الذي عقده وزير الشؤون الرئاسية، خوسيه بيرالتا، وعدد من المسؤولين الحكوميين مع أعضاء السلك الدبلوماسي والهيئات الأممية المعتمدة بسانتو دومينغو من أجل تقديم حصيلة الخطة الوطنية لتسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين التي استفاد منها نحو 188 ألف مهاجر، غالبيتهم من هايتي، لافتة إلى أن هذا الاجتماع يندرج في إطار الحملة الدبلوماسية التي تقوم بها السلطات لمواجهة الانتقادات الدولية المتعلقة بترحيل المهاجرين غير الشرعيين الهايتيين الذين لم يتمكنوا من الاستفادة من خطة التسوية. ومن جهتها، توقفت صحيفة (ليستين دياريو) عند دعوة المجموعة الكاريبية (الكاريكوم)، التي تضم في عضويتها 15 دولة كاريبية، حكومة الدومينيكان إلى عدم ترحيل عشرات الآلاف من الأشخاص المنحدرين من أصول هايتية، الذين تم سحب الجنسية منهم تنفيذا لقرار المحكمة الدستورية الصادر سنة 2013، مبرزين أن ترحيلهم إلى هايتي سيؤدي إلى حدوث "أزمة إنسانية" بالمنطقة.