انصب اهتمام الصحف الصادرة اليوم الجمعة بأمريكا الشمالية حول إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إصلاح نظام الهجرة وتداعياته السياسية المحتملة، والملف النووي الإيراني ومشروع خط أنابيب نقل البترول بكندا. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الرئيس أوباما اختار المواجهة بدلا من إيجاد توافقات من خلال استعماله لسلطاته التنفيذية لإصلاح نظام الهجرة في البلاد، وتحديه للكونغرس الذي سوف يصبح تحت هيمنة الجمهوريين ابتداء من مطلع السنة المقبلة. وحسب الصحيفة، فإن خطاب أوباما الذي ألقاه أمس الخميس يعكس الإحباط الذي يشعر به قاطن البيت الأبيض تجاه الجمود، الذي يخيم على الكونغرس منذ عدة سنوات، ورغبته في استعمال المراسيم التنفيذية على نطاق واسع في السنوات الأخيرة من ولايته الرئاسية . وأضافت الصحيفة أن الطريقة التي أبدى من خلالها الجمهوريون معارضتهم للخطة الجديدة لإصلاح نظام الهجرة ستؤثر على طبيعة العلاقات بين الطرفين طيلة السنتين الأخيرتين من ولاية أوباما، كما ستكون لها انعكاسات على الحملة الانتخابية الرئاسية لسنة 2016. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (واشنطن بوست) أن أوباما أكد في خطابه أن قراره الأحادي الجانب حول ملف الهجرة يستند إلى قواعد قانونية صلبة وهو ضروري لإصلاح نظام "غير متوازن". وبخصوص موقف الجمهوريين، لاحظت الصحيفة أنه حتى قبل الإعلان عن خطة إصلاح نظام الهجرة، شرع قادة الحزب الجمهوري في التشاور حول الطرق التي ستتم من خلالها مواجهة المشروع، بما في ذلك إقامة دعوى قضائية حول استخدام أوباما لسلطاته التنفيذية. ومن جهتها، أشارت يومية (وول ستريت جورنال) إلى أن الإعلان عن خطة إصلاح الهجرة لقيت معارضة وانتقادات من قبل غالبية الجمهوريين الذين اعتبروا أنها ستؤدي إلى تدفق المزيد من المهاجرين غير الشرعيين، لافتة إلى أن الجمهوريين لم يتوصلوا بعد إلى توافق في الآراء بشأن طريقة الاعتراض على الخطة. وبدورها، وتحت عنوان (النفاذ المؤجل لملايين المهاجرين غير الشرعيين)، كتبت اليومية الكندية (لابريس) أنه بعد أقل من ثلاثة أسابيع عن صفعة الانتخابات النصفية، انتهج الرئيس أوباما خطة غير مدروسة، أمس الخميس، بمنحه وقف تنفيذ الترحيل لفائدة ملايين من المهاجرين غير الشرعيين المهددين بالطرد من الأراضي الأمريكية، وذلك بإعلانه عن سلسلة من الإجراءات المثيرة للجدل لفائدتهم خلال خطاب تم بته عبر شاشات التلفزة. وأوضحت الصحيفة أن أوباما يريد حماية حوالي خمسة ملايين أجنبي في وضعية غير قانونية من بين 11 مليون يعيشون في الولاياتالمتحدة من التهديد بالطرد، وذلك بالبقاء بالبلاد في وضع قانوني مؤقت مدة ثلاثة سنوات، مشيرة إلى أن مجلس الشيوخ صوت في يونيو من عام 2013 على مشروع إصلاح قانون الهجرة قبل أن يعرقله مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، حيث تعهد الرئيس الأمريكي باتخاذ تدابير أحادية لمساعدة جزء من المهاجرين الذين لا يتوفرون على أوراق الإقامة القانونية. وأشارت الصحيفة إلى أن الجمهوريين الذين يسيطرون حاليا على غرفتي الكونغرس اتهموا أوباما بتجاوز صلاحياته، ووعدوا برد قوي لمنع الرئيس الأمريكي تنفيذ مخططاته، مضيفة أن مجموعة من السيناريوهات اقترحها بعض أعضاء الحزب الجمهوري بما في التسبب في شلل الحكومة وتنفيذ مسطرة "إقالة" الرئيس. وفي ما يتعلق بقضية الملف النووي الإيراني، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه في الوقت الذي تتسابق فيه القوى العالمية الستة وإيران مع الزمن للتوصل، بحلول يوم الاثنين المقبل، إلى اتفاق بشأن الحد من البرنامج النووي لإيران، وضعت الولاياتالمتحدة هدفا "طموحا" لأي اتفاق محتمل. وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين أعلنوا أن الاتفاق عليه إبطاء البرنامج النووي الإيراني لكي تحتاج طهران على الأقل إلى سنة للحصول على ما يكفي من المواد لصنع قنبلة نووية اذا قررت تجاهل الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه. أما الصحيفة الالكترونية "بوليتيكو"، فذكرت، نقلا عن مصادر قريبة من الملف، أن التوصل إلى اتفاق نهائي ليس مؤكدا ومن المرجح أن تتواصل المحادثات النووية إلى مطلع العام المقبل. وبكندا، كتبت صحيفة (لابريس) أن حكومة ستيفن هاربر لن تشعر بأنها ملزمة بتقبل خلاصات تقرير حول تقييم إنشاء خط أنابيب "طاقة الشرق" الذي يعده مكتب الجلسات العلنية بشأن البيئة بكيبيك، والذي أعلن عنه رئيس وزراء إقليمالكيبيك، كويار، مشيرة إلى تأكيد حكومة أوتاوا بأن المسؤولية الدستورية لتقييم المشاريع النفطية بالأقاليم تعود إلى الحكومة الاتحادية. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين بمكتب الوزير الكندي للموارد الطبيعية، غريغ ريكفورد، أن الدراسة التي سيقوم بها المجلس الوطني للطاقة ستكون الوحيدة التي سيعتد بها عند اتخاذ قرار الموافقة أو رفض مشروع خط أنابيب نقل البترول الضخم الذي تبلغ قيمته 12 مليار دولار. وفي السياق نفسه، كتبت صحيفة (لودوفوار) أنه يجب التعبير عن الارتياح لكون حكومة كيبيك أكدت أخيرا موقفها بخصوص خط الأنابيب المثير للجدل بفرضها عدة شروط على شركة (ترانس كندا) من أجل إعطائها الضوء الأخضر لإنجاز الشطر الكيبيكي من المشروع ولدفاعها في المقام الأول عن مصالح الإقليم. من جانبها، ذكرت صحيفة (لوسولاي) أن وزير الصحة في إقليمكيبيك، غيتن باريت، أعلن أنه سيتم نهج مسطرة تشريعية استثنائية لتمرير واعتماد مشروع إصلاح النظام الصحي، مضيفة أن هذه الطريقة تشكل الخيار الوحيد أمام السيد باريت خاصة بعد إعلان الحزب الكيبيكي (معارضة) عن نيته معارضة الخطة التي تمنح سلطات واسعة للوزير من دون الأخذ بعين الاعتبار للمرضى ذوي الدخل المحدود. وأضافت الصحيفة أن وزير الصحة وصف موقف الحزب الكيبيكي ب"غير المسؤول" ويسيء إلى العملية التفاوضية برمتها، لافتا إلى أنه تم الاستماع إلى كافة ممثلي قطاع الصحة، وأن الحكومة التزمت بإدخال تعديلات على المشروع الذي سيمكن السلطات الكيبيكية من تحقيق فائض في الميزانية يصل إلى 220 مليون دولار ابتداء من سنة 2017. وأشارت الصحيفة بهذا الخصوص إلى أن الحزب الليبرالي (الحاكم) لا يزال يأمل بأن يتراجع الحزب الكيبيكي عن موقفه المعارض وأن يساهم في إخراج المشروع إلى حيز الوجود بدلا من انتهاج سياسة التعطيل. وبالدومينيكان، تطرقت صحيفة (إل نويبو دياريو) إلى اختتام الدورة السادسة للجنة المشتركة الهايتية الدومينيكانية، التي انطلقت أشغالها أول أمس الأربعاء، على مدى يومين، بدعم تقني ومالي من الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، بالتوقيع على عدة اتفاقيات تتعلق بالسلامة الصحية والانتاج الحيواني والتعاون الأمني، خاصة القيام بعمليات مشتركة لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود والتهريب، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق، خلال الاجتماع الذي شارك فيه ممثلين عن قطاعات التخطيط والتنمية والصناعة والتجارة والصحة والدفاع والتعليم والداخلية من كلا البلدين، على تعزيز التعاون في مجال الحد من انتشار فيروس الإيبولا. من جانب آخر، توقفت صحيفة (إل كاريبي) عند الرسالة التي وجهتها الخارجية الدومينيكانية عبر سفيرها بواشنطن إلى منظمة (روبرت كينيدي) المعنية بحقوق الإنسان بخصوص ما أسمتها "حملة التضليل الإعلامي التي ترعاها المنظمة ضد الدومينيكان بادعائها وجود أشخاص عديمي الجنسية بالبلاد" وبمواصلتها تجاهل الجهود الإيجابية، التي تقوم بها السلطات لحل مشاكل المهاجرين غير الشرعيين، مبرزة "سعي المنظمة إلى تقويض علاقات الدومينيكان بشركائها الدوليين الرئيسيين، خاصة الولاياتالمتحدة مما يتعارض والأهداف النبيلة لمنظمة (روبرت كينيدي)". وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية، أندريس نافارو، كان قد نفى نفيا قاطعا وجود أشخاص منعدمي الجنسية بالبلاد، وذلك ردا على اعتزام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وضع خطة لمكافحة ظاهرة عديمي الجنسية بالدومينيكان. وببنما، كتبت صحيفة (لا برينسا) في افتتاحيتها أن بنما صارت طرفا في الملف القضائي المعروض أمام المحاكم الإيطالية والمتعلق بفضيحة فساد دولية تورطت فيها شركة "فينميكانيكا" للصناعات الحربية، بعد إبرام صفقة مع الحكومة السابقة تحوم حولها شبهة تقديم رشاوى لمسؤولين بنميين سامين، موضحة أن المحققين البنميين أصبح بإمكانهم الآن الوصول إلى الأدلة لكشف ملابسات صفقة توريد مروحيات ورادارات بكلفة عالية، وفي حال إقرار عقوبات على مسؤولين بنميين، ستصبح القضية علامة فاصلة في تاريخ محاربة الفساد بالبلد. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (لا إستريا) إلى نقل الدكتاتور السابق، مانويل نورييغا، أمس الخميس، من السجن إلى مصلحة الجهاز التنفسي بالمستشفى الوطني "سانتو توماس" بالعاصمة بنما بعد تدهور شديد في حالته الصحية، موضحة أن الرجل القوي السابق ما زال يواجه قضايا جنائية في المحاكم البنمية، إذ يتعين نقله بشكل دوري لاستكمال التحقيقات، خاصة في القضايا التي تتعلق بالتعذيب والاختفاء القسري لبعض المعارضين. أما بالمكسيك، فقد تطرقت صحيفة (ال يونيفرسال) لأعمال العنف التي صاحبت المسيرة الوطنية الاحتجاجية السلمية الحاشدة التي شهدتها العاصمة مكسيكو للمطالبة بتحديد مصير الطلاب المختفين، حيث ألقى متظاهرون ملثمون، قنابل المولوتوف، وأطلقوا ألعابا نارية على الشرطة. وأضافت الصحيفة أن شرطة مكافحة الشغب واجهت متظاهرين قرب المطار الدولي للعاصمة أمس الخميس، قبل بضع ساعات من انطلاق ثلاث مسيرات ضخمة في مكسيكو سيتي تأييدا للطلاب الذي قتلوا فيما يبدو بعد أن خطفهم أفراد شرطة متواطئون يوم 26 شتنبر الماضي، مشيرة إلى أن المكسيك تشهد احتجاجات منذ خطف الطلاب الثلاثة والأربعين من مدينة إيغوالا الجنوبية الغربية على يد أفراد من الشرطة يعملون مع عصابة مخدرات محلية. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (لاخورنادا) إلى المسيرات التي تعرفها عدة ولايات بالبلاد تؤكد ما يشتبه به بكون : "ليس فقط بغيريرو .. بل في المكسيك كلها هناك مقابر سرية، والإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري."