ذكرت تقارير صحفية أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تخفي محطة تنصت على الاتصالات فوق سطح مبنى سفارة الولاياتالمتحدة في باريس، على بعد 250 مترا فقط من قصر الإليزيه مقر الرئاسة الفرنسية. وذكرت صحيفة "ليبراسيون"، وهي واحدة من وسائل الإعلام التي كشفت التجسس الأمريكي المزعوم على آخر ثلاثة رؤساء للجمهورية الفرنسية في الفترة ما بين 2006 و2012 ، أن المحطة تم تثبيتها في السفارة في الفترة ما بين 2004 و2005. وأوضحت الصحيفة أن المحطة "مغطاة بقماش خاص يسمح بمرور الإشارات الكهرومغناطيسية" ويمكن رؤيتها بسهولة من ساحة كونكورديا المجاورة. وأشارت إلى أن اكتشاف التغيير الذي حدث في سطح السفارة يمكن التأكد منه من خلال معاينة الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية قبل وبعد عملية تثبيت هذه الجهاز المعروف ب"خدمة الجمع الخاصة"، وهي الوحدة المشتركة التي تتقاسم ملكيتها وكالة الأمن القومي والاستخبارات المركزية الأمريكية (سي اي ايه). وكانت هذه المعلومات قد تم الكشف عنها بشكل مبدئي في 2013 بواسطة إحدى المدونات، وفي نفس العام أعلنت مجلة (دير شبيجل) الألمانية أن وكالة الأمن القومي لديها أجهزة مماثلة في نحو 80 سفارة أمريكية، منها 19 في أوروبا مثل برلين وجنيف واستكهولم وفيينا ومدريد. هذا وأدان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم الاربعاء، قيام الولاياتالمتحدة بالتجسس على مدى سنوات على آخر ثلاثة رؤساء فرنسيين، معتبرا هذا العمل الذي كشفت عنه وثائق سرية سربها موقع (ويكيليكس) بأنه "غير مقبول". وذكر الايليزي أن الرئيس هولاند أكد في رده على نشر موقع (ميديابارت) وصحيفة (ليبيراسيون) مساء أمس الثلاثاء وثائق سرية سربها موقع (ويكيليكس) وتكشف عن عمليات تجسس مارستها واشنطن على هولاند وسلفيه نيكولا ساركوزي وجاك شيراك على مدى سنوات، أن بلاده "لن تسمح بأي أعمال تعرض أمنها للخطر"، مضيفا أن حكومته تدين هذه "الوقائع غير المقبولة". وأفادت مصادر دبلوماسية بأن وزير الخارجية لوران فابيوس استدعى السفيرة الأمريكية في باريس جاين هارتلي. وصرح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول من جانبه أن "ما حصل غير مقبول لكنه لا يعني أننا سندخل في أزمة"، فيما نددت المعارضة اليمينية بما وصفته ب"السلوك الخطير" منتقدة "خرق ميثاق الثقة" بين حليفين قديمين. وتشير الوثائق السرية المنشورة الى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تنصتت بين 2006 و2012 على الأقل على هولاند الذي انتخب عام 2012 وساركوزي (2007-2012) وشيراك (1995-2007). وكان المستشار السابق لدى الوكالة ادوارد سنودن قد سرب معلومات عام 2013 كشفت عن نظام واسع النطاق تطبقه وكالة الامن القومي لمراقبة الاتصالات الهاتفية والانترنت، ولا سيما الاتصالات في المانيا وصولا حتى الى الهاتف الجوال الخاص بميركل، وذلك على مدى سنوات.