أبدى الرئيسُ الفرنسيُّ، فرانسوا هولاند، استياءهُ من تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية عليه إسوةً بالرئيسين السابقين لفرنسا، جاك شيراك ونيكُولا ساركوزِي، واصفًا الأمر بغير مقبُول، إثر ما رشحَ عنْ وثيقة سربها موقع "ويكيليكسْ". مكتبُ الرئيس الفرنسي، أفاد عقب لقاء جمع هولاند بقادة كبار في الجيش ووزراء في الحكومة، بأنَّ باريس لنْ تتساهل مع ما الأمور التي تهددُ أمنها وتنال من حماية مصالحها"، في الوقت الذِي جرى استدعاءُ سفيرة واشنطن لدى باريس، لتقديم توضيحاتٍ في الإليزيه. من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسيَّة، ستيفان لوفُول، إنَّ فرنسا تجدُ صعوبة في أن تستوعب إقدام حليف من حلفائها، على التجسس عليها، بالرغم من وجودها على الخط الاستراتيجي نفسه إزاء مختلف القضايا". وثائق ويكيليكسْ كشفت أنَّ الاستخبارات الأمريكيَّة لم تكتفِ بالتجسس على الرؤساء الفرنسيين منذُ وقتٍ مبكر يعُود إلى أكثر من عشرة أعوام، لكنَّها تجاوزت ذلك إلى دواوِين الوزراء الفرنسيِّين، بالإضافة إلى السفير الفرنسي لدى واشنطن، بالرغم من الصداقة التي تجمعُ البلدين. في غضُون ذلك، أوردت صحيفة "لومُوند" الفرنسيَّة في افتتاحيَّتها أنَّ قضيَّة التجسس الأمريكيَّة على رؤساء فرنسا، لا يمكنُ تقديمها اليوم بمثابة مفاجأة، على اعتبار أنَّه سبقت الإشارة إليها، سيما أنَّ التعقب الأمريكي للمسؤُولين الأوروبي كان قدْ وصل إلى رصد المكالمات الهاتفيَّة للمستشارة الألمانيَّة، أنجِيلَا ميركل. وبالرغم من كون أمر التجسس غير مقبول، يضيفُ المصدر ذاته، أنَّهُ لا ينبغِي لباريس أنْ تقع في الفخ، حيثُ يتوجبُ عليها أنْ تواصل التعاون مع حليفها الأمريكي ضدَّ الإرهاب، في نطاق احترام القانون. حتى وإن لم تكن ثمَّة علاقة بين التجسس على الرؤساء ومحاربة الإرهاب. وتلفتُ الصحيفة ذاتها، إلى أنَّ على الولاياتالمتحدة، في المقابل، أنْ تقرَّ بحجم الضرر الذِي يلحقُ بالديمقراطيَّة والحريَّات، جرَّاء ما تقوم به، سيما في طريقة التصرف مع حلفائها المقربِين، الذِين تعدُّ فرنسا أبرزهم. على أنَّ أول خطوة يتوجبُ القيام بها، قبل المرور إلى أمور أخرى، هي تقديم الاعتذار إلى البلدان التي تجسست عليها واشنطن.